مقالاتمقالات القراء

عبدالغني الحايس | يكتب :في قلب الحدث

الحايس 1

كنت فى قلب الميدان ووسط الزحام البشرى يحتوينى الحماس والقوة والعزيمة والإصرار على تحقيق حلم التغيير .

كنت هناك اقف واصرخ مع الحشود يسقط يسقط حسنى مبارك يسقط يسقط كل مبارك كنت أعيش فى حلم هل حقا نحن قمنا بالثورة ؟ .

الثورة التى كنت أحلم بها مع الحالمين هل صارت واقع حقيقى وكل من حولى من جموع المصريين حقيقة؟  .

هل خلعنا عبائة الخنوع والإستسلام للظلم والقهر والفساد ؟ كنت أعود إلى البيت لأحكى لأولادى الصغار ما يحدث فى الميدان واصطفاف الشعب بكل فئاته وكأنهم فى صلاه لله هناك الغنى والفقير ورجل الأعمال والعامل هناك الفتاة الشابة والأم والجدة والجد والأب هناك مصر كلها .

كانت زوجتى تطلب منى النزول بالأولاد لتشهد التاريخ عندما يكبروا انهم كانوا هناك .وليجدوا ما يفتخروا بة بين أقرانهم فى المستقبل فتلك لحظات سيسجلها التاريخ وهم جزء منة وسيأتى يوم ليحكوا لأبنائهم أنهم شاهدوا وعاشوا أعظم ثورة عرفتها البشرية .

يالله نحن لسنا فى حلم أنها الحقيقية خرج الشعب وتضامن معة الجيش وتم كسر الديكتتاتور وتخلية عن السلطة .

الكل يبكى فرحاً غير مصدق العالم كلة يتكلم عن روعة شباب مصر وسلميته زعماء العالم يشيدون بالشعب المصرى الجميع متضامن معاً مع شباب خرج بصدور عارية يملأ قلبه وعقله التغيير وقهر الفساد والظلم الشعب كله متلاحم متشابك بكل فئاته بكل أيدلوجياته تحت منصة واحدة وهدف واحد .

لم يرعبة الرصاص ولم يعد يخشى السجن ولا يأبه للسجان ولا القتل ولا الدماء التى سألت فهو يعلم أن لك تغيير ضريبته وهو مستعد لكل ذلك فالمجد لكل الشهداء الأبرار والمجد لكل من سألت منه نقطة دماء لتروى حلم الجموع والمجد لكل من خرج من بيته إلى الميادين مؤمنًا بالقضية وتحقيق الحلم .

كنت مؤمن بضرورة قيام الثورة وكنت من ملايين خرجت للأمل كنت أجلس مع عالياً ابنتى ذات الشهور الثلاثة الأولى فى حياتها وأكلمها واظنها تسمعنى تفهمنى نعم خرجنا من أجلك أنت ومن أجل مستقبل مشرق لك ولجميع أقرانك من أجل مصر جديدة ناهضة متقدمة وأن تكون مصر للمصريين لا للمنتفعين وشلة من اللصوص والمرتزقة الإنتهازيين الذين يسرقون خيرات الوطن ويحرمون الشعب الكادح من خير بلدة .

فنحن دولة عظيمة وعلينا أن نفتخر بتاريخنا وحضارتنا ونهضتنا القديمة وأمجادنا الزاهرة وعلينا ان نعود وأن نرفع راسنا ليناطح السماء ونفتخر فارفع رأسك فأنت مصرى .

ولكن للأسف الشديد ما أن أنكشفت الغمة وتم الإطاحة بالبلاء حتى أصيبنا بالإبتلاء ونفض الجمع يدية وعاد كلاً إلى طريقة وكأنهم رماة أحد تركوا مواقعهم بحثاً عن الغنائم وعمت الفوضى وتدهورت الأوضاع فى كل المناحى وكل البقاع وطفى المنتفعون وتشتت الشباب بين استقطابات ومكاسب وهمية وفترت القوى وخارت العزائم حتى وجدنا من يبكى على الماضى ويندم على انه خرج وتمنى ان لا كانت ثورة ولا تنحى مبارك .

لكن تلك الطاحونة مازالت دائرة والتخوين يطال الجميع ولم تعد غالبية الشعب الذى خرج لمؤازة شبابة لدية ثقة فى اى مثرثر من النخب التى ظهرت على السطح .

ولنا أن نتخيل الشعب يوم عرس الاستفتاء فى مارس والكل خارج للمشاركة فى العملية الانتخابية وما بين انتخابات برلمانة الاخير او حتى انتخابات الرئاسية الأخيرة .

شتان طبعاً وحتى موقف الشعب المؤيد للجيش وقت ان ادى التحية العسكرية للشهداء ومؤازرته للثورة وبين موقف الشعب بعدها من هتافهم يسقط يسقط حكم العسكر وموقف شباب جمعهم ميدان وفرقتهم ايدلوجيات وائتلافات واحزاب شكلية .

كابوس وقت أن رأينا كل مرشحى الثورة أو المحسوبين عليها يتصارعون فيما بينهم وقد قسموا الشباب أشلاء حتى وهنت قوتهم وكانت النتيجة خرجوا جميعا من السباب ورجعنا للمربع صفر مرة اخرى ولا عزاء للأرواح ولا الدماء التى سالت .

كابوس وقت ان عصرنا الليمون لنختار بين السىء والأسوء فتلك هى قواعد الديمقراطية كابوس وقت أن فشل من توسمنا فيهم خيرا وخبره ومن ظننا أنهم من الشعب وللشعب يجتهدون ولكن للاسف هم لمرشدهم ينصاعون ولأربابهم يقدمون .

كابوس أن جاءت ثورة 30 يونيو بشكل إضطرارى لتدفن 25 يناير ولتصفى مع الكل حسباتها وتستمر الأحداث على وتيرتها والنتيجة ان ما خرجنا الية من عيش وحرية وعدالة اجتماعية مازال سوى نداء خرج فى السابق من الحناجر مدوى واليوم هو فى الحلقوم صوت مكتوم .

بعد مرور كل تلك السنوات وقد كبرت عاليا وتستطيع الآن أن أحكى لها فماذا أقول هل اظل أتغنى بثمانية عشر يوما هم الأجمل والأروع أم احكى عن سنوات ما بعد الثمانية عشر يوم هى الاسوء ماذا اقول لها ان شعار ثورتنا عيش حرية عدالة اجتماعية مازال حلم بعيد المنال للأسف نحن فشلنا ونحن من يتحمل المسؤلية كاملة عن ذلك الفشل .

لم نقرأ التاريخ ولم نتعلم من الأحداث السابقة وأمام الحالة الحالية التى نعيشها بكل ما فيها من إنقسام مجتمعى قوى فلا امل فى مصر ناهضة ولا امل فى عيش كريم ولا حرية ولا عدالة وللحديث بقية .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى