مقالاتمقالات القراء

عبدالغني الحايس : يكتب| ملحمة الحايس

الحايس 2

رن جرس الهاتف فجرا يستجيب الأب للمكالمة وينتابه القلق فهو تعود أن لا ينام إلا بعد عودة ابنة النقيب محمد من عمله بسرعة يرد على المكالمة  والجانب الأخر يقول البقاء لله ابنك شهيد .


تدور الأرض بالوالد هل ماحدث حقيقى أم أنه يعيش في كابوس لا أنه حلم مفزع وهو نائم لا أنه مستيقظ وهذا الهاتف في يدى وهذه والدتة والمكالمة حقيقية .وظل يردد ابنى شهيد ان لله وانا اليه راجعون .


يجلس فى مكانه غير مصدق ان ابنه استشهد فى عملية ارهابية طار الخبر بسرعة تجمع الأهل والاصدقاء بل تجمع المصريين حولة فى ذلك الموقف الصعب يربتون على كتفيه ويشدون من ازره والكل يردد بأن ابنه بطل وهو شهيد وما أعظم تلك المنزلة عند الله سبحانه وتعالى عليك أن ترفع رأسك إلى عنان السماء وتفتخر فأنت والد الشهيد البطل .


يمر الوقت عصيب فى انتظار التعليمات للجنازة العسكرية كما قال المتصل ولكن طال الإنتظار وزادت الحيرة والقلق .

اتصلنا بالمستشفيات الشرطية نتأكد من وصول جثمانة الطاهر الوقت بدأ يمر أصعب لا خبر يطمئنا متى يصل .

ومن الفجر حتى المساء كان الجميع فى حيرة فأن كان استشهد فأين هو و قطع الحيرة بيان وزارة الداخلية والذى احتوى اسماء الشهداء وهو ليس منهم وكذلك المصابين بل جاء فية انه مفقود .

هذا الخبر كان أشد صعوبة وزادت الهواجس تضرب العقول هل حقا هو مفقود أم مختطف مع تلك الجماعات المتطرفة التى لا تعرف الإنسانية.
عشنا فى سيناريو انه مفقود وستتم عملية تمشيط مكثفة للبحث عنه أو أنه مصاب و تاه في تلك الدروب الصحراوية الوعرة وتمر الأيام وتستمر عملية التمشيط لا اثر له فأين هو اللحظات تمر عصيبة ونحن نتسائل هل هو حى أم مصاب أم شهيد لا أحد يملك إجابة عن سؤالنا ناشدنا الداخلية والجيش والرئيس لابد من تكثيف القوات الأمنية عملية البحث وتأتى تطمينات من رجال الأمن بأن عملية التمشيط تتم يوميا وأن القوات تقوم بدورها والذى لا ننكره ونثمن دورها ولكننا نريد محمد بأى شكل فالوقت يقتلناونحن لا نعرف مصيرة .


وزاد التعب النفسى فوضى التصريحات الإعلامية سواء فى الفضائيات أو فى المواقع الإلكترونية والصحف عن محمد فكل لحظة يكون هناك خبر مختلف عن الحادث وتفاصيله زاد الأمر اضطرابا وزدنا قلقا وتوترا فلم تراعى تلك الوسائل الإعلامية مشاعر أب مكلوم وقلب ام موجوعة واسرة تبكى ابنها المفقود والذى لا تعرف مصيرة ولا أين هو وكيف هو .

سلمنا الأمر لله فكل شىء بقدر الله ولا راد لقضائة توجهنا بالدعاء وسط تكاتف جميع المصريين المخلصيين وسبحان الله كان الجميع لدية يقين بانة سيعود برغم تواتر الأخبار التى تنوه بالعثور على جثتة ثم يكون هناك خبر اخر ينفى ونحن نتعلق باى دليل او خيط لنعرف مصيره ويمسح عنا الوجع .

قذفنا بكل تلك الأخبار عرض الحائط و لم نعد نهتم بما يقال طالما ليس من مصدر ثقة أو جهة مسئولة من الجهات الأمنية.

وتوكلنا على الله فهو خير الحافظين وان كان محمد حي فهو فى رعاية الله وحفظه تحميه دعوات الطيبين المخلصين من أبناء الوطن العربى كله وإن كان شهيدا فلله الأمر ولا راد لقضائه فهو شهيد دفاعا عن الوطن وفى ساحة الشرف ونحن فى كلتا الحالتين مؤمنين إيمان كامل بقضاء الله وقدره المهم ان يعود الينا .


فهناك أسرة موجوعة تبكى ابنها الغائب أسرة وضعت حملها وتوكالها على الله واتجهت الية بالدعاء والصلاة والصبر وقرأة القران الكريم يساندها دعاء المخلصين فى ربوع الأرض أملا فى ان يستجيب الله لدعائهم واملا فى عودتة.


أسرة صابرة راضية بقضاء الله وقدرة أسرة تعلم ان طابور الشهداء لن ينتهى طالما هذا الإرهاب البغيض يضرب ربوع الوطن ويروع الأمنين من ابنائة أسرة تعلم ان مصير ابنها من لحظة التحاقة بكلية الشرطة انه مشروع شهيد لحماية الوطن وتعلم ان ولدها رجل شجاع وبطل لن يخذل وطنة وأهله وانه سيقدم الغالى والنفيس بل وحياتة فى سبيل رفعه وطنة وحمايتة وأنها تعلن للجميع ولتكن رسالتها قوية رغم ازمتها وواضحة نحن متكاتفين مع الدولة بكل مؤسساتها فى محاربة الإرهاب وانهم مستعدون ان يكونوا عوضا عن محمد فى سبيل استكمال رسالتة حتى يندحر وينتهى هذا الإرهاب الأسود وستظل مساندة للجيش والشرطة وكل مؤسسات الدولة فى حربهم ضد هذا الإرهاب البغيض حتى ينتهى .


و محمد أصبح ابن مصر كلها وليس ابنهم وحدهم، فقد خلق محمد حالة جميلة تؤكد ان مصر بخير وان شعبها مازال بخير وان بلدنا جميلة وشعبها طيب تجمعه الشدائد يتكاتف ويتعانق ويتلاحم فالجميع يرفع يدية الى الله بالدعاء يقول يارب ان يحفظة ويرده سالما

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى