مقالات

عبدالغني الحايس | يكتب : لحظة قرار

 

عبد-الغنى-الحايس

 

غالبيتنا يتذكر كل التحضيرات قبل 25 يناير 2011 وكيف كانت الروح المتفائلة تتدفق فى أعين الشباب .لما بالتغير إلى الأفضل وأملاً في القضاء على الفساد والمحسوبية وسعياً غلى العيش الكريم والحرية والعدالة الإجتماعية .


وقتها كسر الشباب حاجز الخوف والصمت لم يأبى لرصاص الغدر ولم يخاف الموت فى سبيل ان يحقق ما خرج من أجلة .

ولا ننسى تكاتف كل قوى الشعب دعماً لأمل الشباب في وطن للمصريين جميعاً خالياً من الفساد والفاسدين ومتصدياً لنظام فاسد وزبانيته من اللصوص .


وأمام قوى الشعب الذي ضرب أروع الأمثلة في تماسكه وتكاتفه في التصدي لكل خونة الوطن حتى كانت النهاية إسقاط النظام .


وقتها تغنى العالم بسلمية ثورة المصريين وبالشباب الرائع الذي قاد جموع المواطنيين للخلاص بعد ثمانية عشر يوماً لن تنسى ولن تمحى من ذاكرة كل مصري .


ولكن للأسف جميعاً يعرف ما حدث بعد تنحي مبارك حتى تولى الرئيس السيسى المسئولية، مر على الوطن فترة عصيبة من التردي نزف فيها كثير من الدماء والأرواح وخلافاً على ذلك دب الإنقسام بين أبناء الوطن وتفرق وتشتت تكتله وتفتت قوته ودب التناحر بين مواطنيه، وكل ذلك على حساب حلم الوطن في غدا افضل وتحقيق حلم مواطنية فى العيش الكريم والحرية وتحقيقاً في العدالة الاجتماعية، حتى تم تخوين الجميع وانحاز كل طرف يدافع عن موقفه حتى لو كان باطلاً .


وقتها تحمل المواطن البسيط والذي يشكل غالبية جموع المصريين ذلك الخلاف والتناحر بين نخبة سياسية وأحزابه وائتلافاته ولم يتحقق ما تطلع اليه ذلك المواطن والذي دعم الشباب بكل طاقته وقوته في الحياة الكريمة بل زادت الأمور سوءً وتخبطاً وتردياً جراء الإنهيار الإقتصادي وتردي الأمن وعدم توافر الأمان والذي نتج عنهما الكثير والكثير من الويلات .


وكان نفس المواطن على موعد آخر فى 30 يونيو عندما خرج ضد جماعة الإخوان والتي تاجرت بكل شىء وفشلت في كل شىء ايضاً وامتلأت الشوارع بالملايين وشكل نفس الشعب أكبر ثورة بشرية عرفها التاريخ عندما وقفوا في كل شوارع مصر المحروسة يقولون لا لحكم المرشد وجماعته، ودعونا نتذكر قبل ذلك الخروج كانت تمرد تجوب المدن والقرى ويتفاعل الجميع بكل ايجابية استعداد للحظة الحسم يوم 30 يونيو وقد كان وتحقق ما خرجوا اليه.


وجاء الينا رئيس بلا شك كان وما زال أمل المصريين فى بناء جمهوريتنا الجديدة والتي نأمل أن تتحق كل أمانينا على يديه ونحن فى عضده ومعه 


رئيس وطني مخلص من مؤسسة تعرف معنى الإنضباط والوطنية وضع كفنه على يدية وأزاح كابوس الإخوان وأقسمنا علية ان يقود المسيرة فرضخ مرة أخرى لطلب ونداء بنى وطنه، ولن نعدد هنا ما حققه الرئيس من انجازات فهى تشهد له أنه صادق الوعد، ومازال بكل همه وقوة يسعى إلى المزيد والمزيد من أجل رفعة الوطن والذي استعاد مكانته وهيبته بين الأمم، ولقد رأينا ذلك جلياً وواضحاً في الزيارات التي يقوم بها زعماء العالم تقرباً إلى مصر وما يقوم به في الداخل والخارج من عطاء.


ودعونى أيضاً للأمانة والانصاف أن أذكر أن هناك بعض الاخفاقات فى بعض الملفات ولكن المحاولات الدؤبة للبناء لا تنتهى وسوف يتم القضاء على الارهاب من جذورة وستعود السياحة والصناعة والزراعة الى قوتها وسيتم اصلاح التعليم ونهضة منظومة الصحة وكل الملفات الشائكة والتى ندرك انها تشكل ألم وبها ضرر للمواطنين ستنتهى الى الأفضل فمازال الطريق طويلا ولن تمل ولن نقف مكتوفى الأيدى ضد ما يحاك بالوطن من مؤامرات ونشر الفتن والأكاذيب لتركيع مصر وفشل من وثقنا فية .


لذلك الى كل الشباب الذى سوف يخرج يوم 25 أبريل فى يوم الأرض كما يدعى بأنه عليه أن يرحم الجسد المريض والذى بدأ أن يتعافى وأن يكون يداً في البناء لا الهدم وان يكون كلة ثقة فى مؤسسات دولته ويسهم فى إكتمال خطة البناء ومحاربة الفساد والضرب على كل يد تعبث بحلم المصريين فى حياة كريمة .


وأنا هنا لا اتكلم عن أن الرئيس بحكومتة قد تنازل عن جزيرتى تيران وصنافير كما يدعى البعض فلست مؤهلا للحديث فى ذلك ولكنى اثق فى شخص الرئيس وبوطنيتة وان من يضحى بنفسة ومن تربى على الدفاع عن كل ذرة تراب فى وطنة لن يفرط فية، 
وأن هناك مؤسسات وبرلمان وحكومة وطرق شرعية للرد على تلك الاتفاقية وايا كان رأيها فأنا مؤمن بقرار الرئيس الذى اتخذة بخصوصهما .


وأن هناك من يريد ان يتصيد لمصر والمصريين ويريد ان يهدم الدولة وينشر الشائعات والأكاذيب ويسعى إلى إفساد العلاقة بين المصرين وبعضهم البعض ومؤسساتها أيضاً، ناهيك عن كم الحقد والكرة الذى يكنه البعض من أبناء الوطن لشخص الرئيس وكذلك تمنياتهم بفشله وسقوط مصر والعودة مرة أخرى إلى نقطة الصفر وتجدد أعوام أخرى من التردى والإنفلات الأمني وسوء الأحواء الإقتصادية، وإيهام البعض بأننا ننهار اقتصادياً بسبب أزمة الدولار والنتائج الناجمة عن ذلك الإرتفاع دون النظر بشكل موضوعي للبحث عن حل أو سبب الأزمة وأننا لو تكاتفنا جميعاً ومعاً لوقفنا في وجه كل خائن وحاقد والذي يريد لنا السقوط ونحن نعرف جيداً من يريد ذلك وكل الطرق التي يتعامل بها فى سبيل ذلك .


ولذلك علينا أن نتمتع بالحكمة وأن نتذكر نتائج تلك المواجهات المدفوعة والمأجورة من البعض لجر الوطن إلى الخلف لأننا قبل الحكومة لن نسمح بجر الوطن مرة أخرى للخلف، ولا نريد قبل التباكي على من سيخترق قانون التظاهر ومن يقبض عليه، وأن سمحتم لأنفسكم أن تصدقوا الأكاذيب وأن تهتدوا بالشائعات وأن توهموا أنفسكم بأن النظام سيسقط وأن تتخذوا من الأزمات المفتعلة سبيلاً لتعاطف البعض فليكن فى وجدانكم بأننا لن نسمح بذلك ولن نترك الوطن يسقط مهما كان بة من عيوب فهى قابلة للإصلاح .


وختاماً إلى أولياء الأمور وإلى كل الأباء والأمهات وإلى كل الشباب بل وإلى المصريين جميعاً حافظوا على وطنكم فمصر تنتظر منكم خير وينتظركم بتوحد كل جبهاتكم كل المستقبل ولتكونوا عقلانيين فى الحكم على الأمور وأن تعرفوا الغث من الثمين والحق من الباطل، وحفظ الله الوطن وكل أبنائه.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى