أعمدة

عبدالله إسماعيل | يكتب : الروح سر الله الذي لم يفصح عنه

 

عبدالله إسماعيل

 

مقدمة:
قال تعالى (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العِلم إلا قليلا) في تفسيرها أن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح سؤال مكر وتعجيز، فجاءه الوحي بالجواب المعجز بأن الروح من أمر الله، هي سر لا يعلمه إلا الله، وما زال إعجاز جواب القرآن إلى يومنا هذا برغم التطور الكبير في مجال العلم الذي مهما استزاد الإنسان منه فهو عند الله تعالى قليل لا يذكر.

مسألة:
س : أيها الإنسان؛ عرّف الرُّوح؟
المعطيات من شواهد اﻵية السابقة : (أمر الرب + القليل من العِلم)
برغم ذلك تجاوز الإنسان مستغلا وكالته في اﻷرض و افترى العديد من اﻷمور وأبحر في فلسفات تحليلية كالميتافيزيقا وادعى معرفته بأمر الرب، بالقليل الشحيح مما آتاه الله من عِلم قائم على التجريب.

الإجابة:
النتيجة الحتمية أن الروح وما يتعلق بها منذ النفخ في جسد الجنين داخل بطن أمه بأمر الله، وبعد خروجها من الجسد كذلك بأمر الله، ومكوثها في البرزخ إلى يوم النفخ في الصور بأمر الله، ثم إعادة نفخها في العظام وهي رميم مع نفخة البعث وعودة الخلق استعدادا ليوم العرض، كل ذلك على الله بدءا وانتهاءا بأمر كن فيكون. بذلك نصل لإثبات قاطع أن اﻷمر هو قول كن فيكون، فهل انكشف لنا سر الروح؟ لا بل اتضح لنا مدى قلة و شح ما لدينا من علم بأمر الله وقدرته.

حقائق وأدلة:
الروح في كل تلك المشاهد لها واقع تعيشه، فنفخها في جسد الجنين الميت وسريان الحياة بداخله واقع وحقيقة (وكنتم أمواتا فأحياكم)، ونزعها من الجسد بعد استيفاء الإنسان عمره ورزقه وأقداره واقع وحقيقة (ثم يميتكم)، واتصال الروح بالجسد فيه حقيقة الحياة، ونصف اتصال الروح بالجسد حقيقة النوم، ثم انفصال الروح عن الجسد حقيقة الموت، وأخيرا اتصال الروح بالجسد اتصالا نهائيا لا فراق فيه حقيقة البعث المنطقية، كل ذلك من شأن وتدبير وتقدير الله وحده.

كيفية الربط بين التجريب والمنطق في إثبات البعث؟
بما أن صعوبة الشيء تكون في أوله ثم يسهل بعد ذلك القيام به، فإن يقينك وتصديقك بإعادة الخلق جسدا وروحا مرة أخرى بعد الموت يقتضي منك تحكيم العقل واستعراض البينة الموجودة في الخلق اﻷول (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) لتكون بذلك أصدق نتيجة واقعة وحقيقة منطقية قائمة على اﻷدلة والشواهد العقلية، فالمرحلة الصعبة تمت وتتم يوميا أمام جميع الخلق، فما الذي يدفع أحدهم ليدخل التحدي مع خالق الخلق أول مرة على إعادته تارة أخرى؟

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى