مقالات

عبدالله إسماعيل | يكتب: وجهة النظر في عين من يخالفك منطق

 

إسماعيل

 

غالبا في مفترق الطرق؛ تتذكر و تتدبر في شأن من الشؤون التي تغيرت عليك كتغير الليل والنهار، وغالبا ما يكون التغيير ناتجا عن تغير في الناس أنفسهم أو في ظروفهم، وهذا حال الجميع فكل ما هو مخلوق من أديم اﻷرض يجري عليه ما يجري على مادة صَنْعتِه اﻷولى من تبديل وتحويل وتعاقب وتغيير.

كم مرة كنت تنوي الخير وتُسِرُّ به ﻷحدهم فتجد منه مجاهرة بعكسه؟ تطلب الوُدّ والوصال فتجد الهجر بل والتّشفِّي والشماتة فيك أنك مُقْبل على نافرٍ منك! كم كنت طيبا بسذاجة لتهاتف مرة تلو مرة محاولا إعادة مياه الود إلى مجراها تارة أخرى… ولا مجيب؟

دع اﻵن حديثي يتسلل ﻷغوار النفس لتجيب هي عن السؤال؛ ألا تشعر بتحسن وحال أفضل حين تصل إلى مرحلة قوة الرشد المنسلخ من اتباع الهوى وترفض أن تكون شخصا غير ما أنت عليه؟ فتوقف الاستجداء وتستحث الكرامة أن تقف كفاصل و حكم؟ وتعامل الإساءة بمثلها على قانون «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم» وتركن إلى العقل في مقارنة الطباع وتقيمه ميزانا للأمور وتلغي بند المشاعر في الحكم على المواقف؟

إن كنت طيبا بسذاجة ويخلو تاريخك من الصراعات والنزاعات ولم تُبتَلع روحك البريئة بعد من دوامة المعركة اﻷزلية بين بني قابيل وبني هابيل من نسل آدم، فبالتأكيد اﻵن ستسمع بعض الأوصاف الإستهلاكية عنك فى مثل هذه المواقف: غدّار، وقاطع صلة، وناكر للعشرة، وخائن…الخ!

من مرَّ بمثل هذه المواقف فليس ببدع من البشر، بل هذه طبيعة النفس البشرية منذ القِدم؛ فهي تلوي الحقائق لتناسب وجهات نظرها المدعومة بجدال لا طائل منه، ثم تحكم عليه بالأمر المُسَلَّم وتعتبره بمثابة المنطق.

أخيرا، إليك بعض التوجيهات التي يفتقدها اﻷشخاص الطيبون لكونهم عادةً داخل الدائرة التي يصنعها الخلاف الناتج عن الخصومة والعداوة التي تم جرّهم إليها فلا يقيِّمون أنفسهم في حينها جيدا:
– يكفيك أن ربك عليم بذات الصدور، فلذلك أحسن النية في معاملة اﻵخرين.
– تلفظ أمام من يهمه اﻷمر من الناس بالخير الذي نويته وتقوم عليه واعتبرهم شهودا.
– الزم من البداية السِّلْم و اجعله الهدف المنشود الوصول إليه في النهاية كَحَلْ.
– اتبع المعروف الذي تعارف عليه الناس فإنهم لا يجتمعون على باطل.
– دافع عن نفسك أمام مُتّهمِك واستحضر من كانوا شهودا على ما عزمت عليه من قبل من نوايا وأفعال صادقة.
– حاول تنحية الخلاف الشخصي جانبا وعالج الضرر المادي أو المعنوي الواقع واجعل من الخصم اللدود الصديق الودود.
– اطمئن فربك الحق ولا يقضِ إلا بالحق.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى