مقالات القراء

عبد الغني الحايس | يكتب : مغامرة الولد الشقي

عبد الغني الحايث

نشأنا فى قرية صغيرة، مترامية الأطراف، بعيدة عن مراكز الحضر، تعودنا على تلك الحياة  القاسية والتى لم نرى غيرها، ذهبنا إلى كتاب القرية، ثم دخلنا المدرسة المشتركة أولاد وبنات وكذلك مشتركة بين عدد من القرى والعزب المتناثرة حول قريتنا، كنت أعتز بقريتى لأن بها مدرسة ومسجد كبير وبها السوق الأكبر والذى يأتى اليه كل القرى المتجاورة للتسوق، كنت أرى فيها غروري وكبريائي، وزادت تلك العظمة لها عندما تم بناءً الوحدة الصحية وتم إيجار غرفة على أنها مركز شباب وهناك أمل يسعى اليه وجهاء القرية فى بناء مدرسة إعدادي واستمر النضال لسنوات وكل فترة يظهر بريق أمل جديد فقد تم دخول المياه النظيفة والكهرباء وكل يوم نكتسب حلم جديد بالتغيير والتطوير فقد تم بناء المدرسة الإعدادى وتطوير الوحدة الصحية وفتح مكتب بريد وهناك أمل يلوح فى الأفق لرصف الطريق الرئيسى من القرية حتى المدينة وكل يوم يزداد اعتزازى بالقرية .

حتى كان يومى الأول فى السفر الى المدينة يومها لم استطيع النوم فأنا فى حالة اشتياق الى اكتشاف المدينة ومنذ أن ركبت الميكروباص وانا أريده أن يطير حتى تحط قدماى الى الشوارع الأسفلتية وترى المحلات والأضواء والضوضاء والزحام والسيارت والناس التى تغدو مسرعة وتبدو على عجلة من أمرها كنت أحس أن الحياة تدب فى المدينة .

سرت على قدماى لمسافات كبيرة حتى تخلفت عن الرفاق الذين أتيت معهم وتيقنوا أننى تهت ولن أعود مرة أخرى، لم ابالى وتخيلت أننى فى طريقي الصحيح حتى وصلت الى شركة مصر للغزل والنسيج وكان وقت خروج العمال من الوردية تعجبت كثيراً من كثرة هؤلاء العمال فهذا الكم الكبير من العمالة يعمر قريتنا وقرى مجاورة ماهذا المكان الذى يستوعب هؤلاء .

تورمت قدماى وأردت أن أرتاح وكنت أمام السينما نسيت التعب والتخلف عن الرفاق وكل شىء وسألت كيف الدخول إلى السينما وأننى سأرى الممثلون على حقيقتهم فيقولون أن هناك شاشة عملاقة يظهر فيها الممثل بحجمه الطبيعى واكتشفت أننى ليس معى غير 25 قرش وأن هناك من يبحث عنى وأننى لابد أن أستعد لعلقة ساخنة وقد تصل إلى علقة موت فأنا هنا أبحث عن لذتي إطفاء انبهاري بالمدينة وهناك من هم مشغولون بالبحث عنى، ولانى كنت أسير بغير هدى فقد كنت قريب بعد رحلة مارثون طويلة من المكان الذى رأيته أول ما نزلنا من السيارة فلقد رأيته بعمق .

ولكن على اكتشاف طريقة لدخول السينما وكيف أتسلل للدخول، سأبدأ بمحاولة استعطاف الفرد على المدخل لعلة يسمح لي ولو بدقيقة أرى فيها الشاشة العملاقة ثم أخرج مرة أخرى وأمام الحاحى قام فرد من موظفى السينما، بسؤالى عن اسمى ومن أين أتيت وأين أهلك وأمام سيل الأسئلة قمت مسرعاً من أمامة الى الشارع واطلقت لساقي العنان حتى أصبحت بعيداً عنه .

وكان جلوسى بجوار محل الفول الشهير، حتى لاحظني أحد المسئولين عن تلك الرحلة المدرسية فجاء الى مسرعاً وهو يسمعنى مالا تطيقة الأذآن من السب واللعن وأنا أقول فى نفسي علقة تفوت ولا حد يموت المهم أننى أستطيع العودة مرة أخرى وحدي لدخول السينما .

وبعد عدة أسابيع استطعت أن أجمع ثمن تذكرة السينما وأنه عليه تكرار التجربة، وبعيداً عن أعين الأهل قررت الذهاب وخشية من أن يشاهدني أحد فيبلغ والدي قررت أن أسير على قدمي من القرية إلى المدينة وقد كان حتى وصلت فى حالة إعياء شديدة ولكن عندما ظهر أمامي مبنى السينما قد نسيت كل شىء مرة أخرى المهم أن أدخل .

فذكر لى الموظف أنه علي الإنتظار حفلة السادسة أو الدخول فى وسط تلك الحفلة التى بدأت منذ وقت، فقررت الدخول، وأننى سوف أعود وأحكي لأصدقائي عن تلك المغامرة ولكن أنا متأكد أنهم لم ولن يصدقوننى، ساطير لهم مثل بروسلي وأقوم بعمل بعض حركات الكارتية لا بل سأحكي لهم الفيلم حتى يصدقون أنني دخلت السينما وفى تلك اللحظات تذكرت أن طريق العودة طويل وأنني فى حالة من الجوع الشديد كما أننى لن استطيع العودة سيراً على الأقدام عشرة كيلو مترات بدون أن اتناول الأكل وليس معي نقود كافية لا للعودة ولا لتناول الطعام وماذا أفعل ولكنني قررت أن أشترى طعام بالنقود التى معي وأن أعود فى الأتوبيس وعندما يسألنى الكمسارى عن الأجرة سأقول له ليس معى نقود وينهرني أو يضربني وكدة كدة سوف أنال علقة ساخنة مرة أخرى عندما أوصل الى البيت .وقد كان

 

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى