مقالات

عبير البشبيشي | تكتب: كيف تحب واقعك؟

 

البشبيشي

 

 

برغم وجودنا في عصر الحريات واختيار أغلب الأشياء أصبح بإرادتنا؛إلا أن هناك واقع سيأتي في عمر ما لن نختاره ولكن ما علينا إلا التعايش معه،كواقع إنك ولدت في مصر وتحمل الجنسية المصرية وانها إحدي الدول النامية وأنت تري التقدم والنهضة في الكثير من الدول حولك ولكن هذا أمر إجباري لا دخل لنا فيه،وبالرغم من ذلك نعتز بجنسيتنا ونفتخر بها وعند الشدائد لا نسمح لأي شخص المساس بها حتي لو بكلمة ،ونحن أيضاً لم نختار عائلتنا سواء ولدت في أسرة فقيرة أو غنية أو متوسطة ؛ومع ذلك نرضي ونتأقلم وتصبح أسرتنا أغلي ما نملك حتي إن طرزان عندما نشأ في الغابة وجد أمه من فصيلة القردة ولكنه أحبها بفطرته دون النظر لشكل أو شيئا اخر.


أما عن السؤال ماذا لو كان بإيدينا الاختيار منذ البداية


فالكثير منا سيقول كنت ولدت في أسرة غنية وبلد متحضرة ….إلخ؛ولكن ماذا عن الآن هل توافق مثلا علي إستبدال أهلك بأسرة غنية؟جميعا سيرفض لأن أهله لا يعوضوا بمال وأصبحوا كل حياته.


والآن ماذا لو طبقنا نظرية التمسك بالأهل رغم كل العيوب علي ما اجبرنا عليه في حياتنا؛فمثلا أجبرت علي دراسة شئ معين لا مفر منه”كفاك تأفف وأنظر إليه بعين أخري واصنع من التراب ذهب وانظر من حولك ستجد الآلاف يدرسون نفس المجال ستجد إجابتك اكتبها بورقة واقرأها كل صباح ستجد أنك تصارع من أجل أن تكون من المتفوقين في مجالك.


أما عن الفتاة التي أجبرها أهلها علي عريس أو أجبرتها الظروف بالموافقة رغم أنها كانت تحلم بفارس أحلام لا مثيل له، عزيزتي عليك بالتعود طالما لا مفر لك من الهروب حتي وإن كنتي لا تتقبليه فطرزان تقبل أمه وهي قردة،وانتي تقبلتي والدك وأحببتيه دون النظر إلي شكل أو مستوي معين،إستيقظي يوميا وإنظري إليه او الي صورته حتي يصبح شكله مألوف لديك،أعلم أن الامر مزعج أحياناً ،ولكن لا عليك مع الوقت ستنظرين إليه وتبتسمي، وأما عن أنه لا يشبهك ولا يشبه طباعك فهذه مسألة وقت وستجدي نفسك بعدها تتحدثي بلغته،فقط تعودي ولا تنفصلي وتشتتي أسرة، وفي نهاية الأمر «لو علمتم الغيب لرضيتم بالواقع»
 ولكن يبدوا أن شخصاً ما كان يحاول إقناع نفسه بأمر فرض عليه ويجب أن يتعايش معه فقالها.

وعن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «إرض بما قسمه الله لك،تكن أغني الناس».

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى