أعمدة

عماد الدين حسين | يكتب : التعديل الوزارى الآن.. أم بعد الإجراءات المؤلمة؟

%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-1-300x200

من بين مميزات حضورى للمؤتمر القومى الأول للشباب، أنه أتاح لى كصحفى مقابلة «عشرات المصادر المهمة من الدرجة الأولى» وجها لوجه.

هذه المصادر هى الزاد الحقيقى الذى يعتمد عليه الصحفى لأنها تملك المعلومات الساخنة، بدلا من الاعتماد على التحليلات والرؤى والانطباعات الشخصية.

وهكذا وطوال يومى الثلاثاء والأربعاء التقيت بالعديد من الوزراء ورؤساء الهيئات والمؤسسات والأجهزة الحكومية وأعضاء البرلمان وقادة الأحزاب، وبعض رجال القضاء، وكبار المسئولين والمحافظين، إضافة إلى غالبية الزملاء رؤساء تحرير الصحف ونجوم الصف الأول من مقدمى البرامج التليفزيونية الرئيسية.

اسمتعت إلى كثير من المعلومات والتحليلات والتوقعات وسأحاول أن أوجز فى هذه السطور بعض ما هو مسموح بالنشر.
حتى هذه اللحظة ما تزال هناك حيرة بشأن التغيير الوزارى المرتقب. كان هناك قبل أسبوعين اتجاه لتعديل حكومى يتراوح ما بين ستة وعشرة وزراء، لمحاولة بعث رسالة إلى الرأى العام خلاصتها أن الحكومة والرئاسة مهتمون بالاستجابة للرأى العام، خصوصا بشأن الوزراء الذين كان اداؤهم ضعيفا وغير ملموس.

لكن كانت هناك وجهة نظر اخرى خلاصتها أن التغيير الآن، قد لا يكون ذا جدوى، خصوصا أن هناك توقعا قريبا بتخفيض قيمة الجنيه ورفع الدعم عن منتجات الوقود.

أصحاب وجهة النظر هذه يقولون إنه من الأفضل الانتظار لحين اتخاذ «الإجراءات المؤلمة» وبعدها يكون التغيير الوزارى، وبالتالى فإن جزءا معتبرا من الرأى العام سوف يشعر أن الحكومة تقدره، فى حين أن التغيير الآن قد يفقد أثره ومغزاه وهدفه إذا تم الآن، قبل اتخاذ الإجراءات بشأن الجنيه وخفض دعم الوقود.

ما علمته أيضا أنه تم بالفعل البدء فى رحلة البحث عن وزراء جدد، وطلب من البعض تقديم ترشيحات أو سؤالهم عن رأيهم فى أشخاص محددين، جرى ترشيحهم من آخرين.

علمت أيضا أن الحكومة تحاول الاستفادة من المناخ الايجابى الذى سينتج عن مؤتمر الشباب. لكن المشكلة ما تزال تتمثل فى كيفية ترجمة هذا المناخ إلى إجراءات على الأرض.

رئيس الجمهورية تحدث فى أكثر من جلسة منها الجلسة العامة التى بدأت فى العاشرة والنصف من صباح يوم الأربعاء، مطالبا بعقد لقاء شهرى للجان الخاصة بالمؤتمر.

أحد المسئولين المهمين قال لى أيضا إن الحكومة خسرت وزير التموين السابق خالد حنفى، لانه ــ من وجهة نظره ــ كان يمتلك رؤية واسعة، وتصور حقيقى لتطوير كل ما يتعلق بالتموين والسلع الغذائية ومنظومة الدعم. لكنه سياسيا أخطأ خطأ فادحا حينما لم يستطع التعامل بمهارة مع قضية منظومة توريد القمح وأزمة الأرز. المصدر قال لى أيضا إن وزير التموين الجديد رجل ملتزم وجيد ومنظم، لكن خبرته ما تزال محصورة فى أمر واحد هو محاولة توفير السلع الأساسية للمجمعات الاستهلاكية وبقالى التموين، فى حين أنه أخفق تماما فى مواجهة أزمة السكر.

والحقيقة ــ كما يضيف المصدر ــ ان المسألة أكبر من هذا بكثير وتتعلق بتلبية الاحتياجات من السلع الرئيسية. فلا يكفى مثلا القول بأن الوزارة وفرت السكر للبطاقات التموينية، لأن السؤال المنطقى سيكون هو الآتى: وماذا سيفعل من ليس لديهم بطاقات أو أصحاب المصانع التى تحتاج السكر؟.. وهكذا فى سلع أخرى.

مصدر ثالث قال لى إنه يتوقع تغييرات جوهرية تطال الحكومة وربما العمل السياسى والإعلامى، بعد فترة وجيزة من اتخاذ قرار تخفيض قيمة الجنيه وتخفيف دعم الطاقة. علينا الانتظار قليلا، وكما يقولون: يا خبر النهارده بفلوس.

أحد سائقى التاكسات فى مدينة شرم الشيخ سألنى مساء الثلاثاء الماضى: «كيف سوف أستفيد كمواطن من هذا المؤتمر»؟!.
السؤال مهم وطبيعى ومنطقى، ولا يجب أن نسخر منه مطلقا، بل أن نقدم له إجابة حقيقية، تقدم لهذا الرجل وغيره أملا حقيقيا فى الغد.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى