أعمدة

عمرو الليثي | يكتب : إلى عرفات الله

عمرو الليثي | يكتب : إلى عرفات الله

نحن فى أيام من حرم خيرها حرم الخير كله، فعن النبى صلى الله عليه وسلم «إن لربكم فى أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة، لا يشقى بعدها أبداً»، فمن هذه النفحات الربانية العشر الأوائل من شهر ذى الحجة.. والله عظيم لا يقسم إلا بعظيم وقد أقسم فى كتابه العزيز بها «والفجر وليال عشر»، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعنى أيام العشرـ قالوا يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟، قال ولا الجهاد فى سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشىء وهذه الأيام العشر المباركة تتوج بيومين عظيمين من أيام المسلمين، هما (يوم عرفة) و(يوم النحر) ويالعظمة المشهد يوم عرفة، يوم إكمال الدين، وإتمام النعمة، إنه عيد الإسلام، إنه يوم عرفة، أعظم الأيام وأفضلها، إنه يوم مغفرة الذنوب والستر على العيوب، إنه يوم العتق من النيران، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم عرفة ينزل الله إلى سماء الدنيا فيباهى بهم الملائكة فيقول: انظروا عبادى أتونى شعثاً غبراً من كل فج عميق، أشهدكم أنى قد غفرت لهم، فتقول الملائكة: يا رب فلان مرهق فيقول: قد غفرت لهم»، فما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة، وما أصعب تلك اللحظات عندما تشعر بأن الله سبحانه وتعالى قد نزل إلى السماء الدنيا فى يوم عرفة.. ليباهى الملائكة بعباده المخلصين الذين جاءوا من كل فج عميق ليذكروا الله ويستغفروه ويدعوا بالتوبة والمغفرة.. وياله من مشهد عظيم ترتجف له الأبدان، فكيف تلاقى ربك وتدعوه وكيف تواجهه سبحانه وتعالى وأنت ملىء بالذنوب التى قد أثقلت كاهلك؟، ولكن الجميع يطمع فى رحمة الله سبحانه وتعالى فتجد الوجوه شاحبة.. والأنفاس معدودة.. وقطرات الدموع تنسكب على الوجوه كالسيول..

زر الذهاب إلى الأعلى