أعمدة

عمرو حمزاوى | يكتب : عن أزمة الوطن التى يطيل المكارثيون أمدها!

عمرو حمزاوى

وعلى الرغم من الأزمة الشاملة التى تعصف بالوطن، وأبرز ملامحها عصف بسيادة القانون وتمرير لقوانين وتعديلات قانونية استثنائية تعيد التأسيس للسلطوية وحكم الفرد وإماتة للسياسة بكونها نشاطا سلميا وحرا وتعدديا وجهته هى صالح المواطن والمجتمع والدولة وانتهاكات متراكمة للحقوق والحريات وعثرات اقتصادية واجتماعية متواصلة وإرهاب تستبيح عصاباته ومجموعات مبرريه دماءنا جميعا، يجد المكارثيون من خدمة السلطان والمكارثيون من مدعى احتكار الحقيقة المطلقة فى ذواتهم وفى أناهم الفردية والجماعية ما يمكنهم من متابعة الرقص على عذابات الوطن والتمادى فى الترويج للرأى الواحد والصوت الواحد ومن ثم إلصاق الاتهامات ونزع المصداقية عن المختلفين معهم وتجريدهم من كل قيمة أخلاقية وإنسانية ووطنية.
لا يتوقف المكارثيون أبدا عند الفساد الجلى لضجيجهم، فالهدف هو إما فرض الرأى الواحد والصوت الواحد لمصلحة الحاكم الفرد أو ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة لمن يعارضون الحاكم الفرد ويكثرون التشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات بينما هم يختزلونها فقط فى سعى إلى سلطان بديل وفى ممارسة إقصاء بديل.

لا يتوقف المكارثيون أبدا عند تهافت بضاعتهم المعتمدة فقط على ثنائية الصواب الكامل والخطأ التام أو على تنويعات مقولات وطنية زائفة جوهرها الشوفينية ومقولات تجرد الديمقراطية وحقوق الإنسان من المحتوى الأخلاقى المرتبط بالسلمية وقبول الاختلاف والتسامح والمساواة والابتعاد عن النزعة الانتقامية، فالهدف هو تأمين الحماية الشخصية والعوائد المالية والمكانة الاجتماعية (وهى دوما قصيرة الأمد لو قرأ هؤلاء التاريخ القديم والحديث) التى تأتى بها خدمة السلطان وخدمة معارضيه من المكارثيين أو إنهاء اليوم وقد فرغت طاقات التشويه والتخوين الشريرة وذبحت الأخلاق والمبادئ والتقاليد المهنية للإعلام وللصور العامة فى سبيل نزع المصداقية عن المختلفين معهم ــ فنشوه جميعا بزيف مريع وإفك لا نظير له سوى فى السلطويات القريبة منا والبعيدة عنا إما إلى أعداء للوطن ومصالحه وأمنه القومى أو إلى مؤيدين للانقلاب.

لا يتوقف المكارثيون أبدا، وهم يعمرون فى الداخل المصرى وسائل الإعلام التى تسيطر عليها السلطوية ويوجهها أعوان الحاكم الفرد وفى الخارج الإقليمى والدولى وسائل الإعلام التى يديرها المال والمصالح السياسية وبعضهم يتواجد فى مساحات ومنتديات أخرى، عند رداءة ما يعرضون على الناس وعند التداعيات الكارثية لهيستيريا التشويه والتخوين واحتكار الحقيقة المطلقة التى يفقدون بها الوطن القدرة على تجاوز أزمته وإيجاد حلول سلمية لصراعاته وعلى استعادة قيم العقل والعدل والحرية والمساواة المستندة إلى الكرامة الإنسانية وحقوق المواطنة دون تمييز.

يعتاش المكارثيون على الأزمة ويطيلون أمدها، وندفع نحن ثمن حمايتهم وعوائدهم وثمن سعادتهم الزائفة فى نهاية اليوم بعد أن أفرغوا طاقاتهم الشريرة.

المصدر

 

زر الذهاب إلى الأعلى