عمر طاهر | يكتب : السايس وشنطة رمضان
وضعت نفسي مكان الحاج صلاح، وبداخلي تقدير الظروف نفسه الذي يمتلكه السايس، أعرف أكثر من شخص قرروا التراجع هذا العام عن توزيع شنط رمضان علي المحتاجين وهي العادة التي لم ينقطعوا عنها منذ سنوات، سيحسبها الحاج صلاح كثيرا، الأسعار غير طبيعية، وشنطة رمضان التي كانت تكلف في العام الماضي مئة جنيه ستتكلف الضعف هذه المرة، وستكون الإختيارات المتاحة أمام الحاج صلاح هي اما تقليل محتويات الشنطة، أو الحفاظ علي المحتويات وتقليل عدد الشنط نفسها، وفكرت أن كلا الخيارين سخيف بالنسبة لشخص تعود علي فعل الخير وعوّد بعض البيوت علي انتظاره في مواعيد محددة.
حاولت أن استدرج السايس للحديث فقلت له (ربنا يعينك) فقال ( الحمد لله) ثم سار مبتعدا ليطارد سيارة كادت ان تنصرف قبل أن يدفع صاحبها ما عليه للسايس، فكرت أن شنط رمضان أصبحت في حياة بعض من يوزعونها نذرا لله يصعب التخلي عنه، وقال لي صديق كان يفكر في الموضوع نفسه أمامي أنه لن يغير شيئا وستصل الشنط كاملة في موعدها لأصحابها وأنه بالرغم من جنون الأسعار إلا إنه (هاخليها عليا المرة دي والله المستعان)، قال شخص ثالث كان يحضر الحوار ( اللي يعوزه البيت يحرم علي الجامع)، فقال الصديق إنه يخدم بيته هو شخصيا بأن يوزع تلك الشنط علي بيوت أخري.