تقارير و تحقيقاتشخصيات شرقاوية

قصة اللواء «محيي نوح» قائد المجموعة 39 قتال للعمليات الحربية في حرب أكتوبر

482

كتب | عبدالعظيم الطاروطى

الله أكبر…الله أكبر …الله أكبر هيا بنا لنعبر «خط بارليف» نحن قادرون على عبوره وإزالته إنه الحلم أيها الرجال هيا بنا أطلقوا المدفعيات المائية ولنقلب هذا المصد رأسا على عقب حتى نستطيع أن نحرر أرضنا أحضر المعدات يا عسكرى شغل المدفع يا عسكرى ابدئوا بسحق الخط حتى نحرر أرضنا ونسيطر على المنطقة ونثبت للعالم كله أننا قادرون على تخطى الصعاب والتصدى لأى قوة فى العالم وأن المصريين هم أسياد العالم بالإرادة تلك كانت الكلمات التحفيزية التى لطالما قالها القيادات فى الحرب للجنود وفى صخب ورفع معنويات الجنود قاموا بتحقيق الحلم .

فى مدينة «أبو حماد» ولد فتى يدعى«محي»ابن لرجل يدعى «نوح» في أسرة متوسطة الحال بدأ حياته بحبه للجيش وقرر أن يلتحق بالجيش المصرى وترقى في المناصب حتى وصل إلى رتبة لواء وكتب له أن يشهد معركة من أشد المعارك المصرية في التاريخ ألا وهى حرب أكتوبر المجيدة .

تحدث اللواء «محي نوح» عن ملحمة أكتوبر قائلاً «عرفت بالخبر صباح يوم العبور وكنت فى منتهى الدهشة لأننا جميعا كنا جاهزين وفي مشروع تدريبي وكانت للحظة الخداع التي قامت بها القوات المسلحة أثر كبير في انتصار المصريين ألا وهو عنصر المفاجأة» .

وأضاف وهو فى قمة سعادته وفخره «استطاعت القوات المسلحة أن تستولى على النقاط القوية والحصينة لإسرائيل في 6 ساعات وكنا مكلفين في اليوم الأول بتدمير مواقع البترول في الجنوب وبدأنا بمنطقة بلاعيم فقمنا بتدميرها وكان معنا 3 طائرات هليكوبتر ثم بعد ذلك دمرنا باقي المواقع عن طريق العبور بالقوارب من خليج السويس ثم بعد ذلك توجهنا إلى الإسماعيلية يوم 18 أكتوبر بعد حدوث الثغرة وقاتلنا العدو مع الصاعقة دفاعاً عن مدينة الإسماعيلية».

وقد بدأت الدموع تفيض من عينيه حينما قال « واستشهد البطل إبراهيم الرفاعي أمير الشهداء يوم 19 أكتوبر وقت آذان الجمعة وتوليت أنا قيادة المجموعة من بعده وذهبت إلي قيادة الجيش لأخذ المهمة من اللواء عبدالمنعم خليل قائد الجيش» .

22127497 355098074943947 979837849 n

واصل حديثه وهو فى حالة تذكر للماضى وبدأت عيناه تتغلظان كأنه يفكر للإنتقام من قتلة الشهيد حتى قلت أننى لا أتمنى أن أكون معه في الحرب في الماضى وهذا التفكير في الإنتقام يملأ عينيه ولكنه جعلنى أرى حالته الحقيقية حينها «وبهذا تم استرداد الكرامة والعزة والثأر ومحو آثار هزيمة 1967 وعادت الثقة للجيش المصري ووقتها تفاعل الشعب المصري مع الجيش وضحي بكل شئ في سبيل عودة سيناء في جو حافل بالنصر والعزة فنحن كأبناء هذا الوطن بحاجة إلى الوقوف على كلمات هذا البطل لنأخد العبرة والعظة ومعرفة الماضى ومعاينة الحاضر ورسم خطوط المستقبل».

 تحدث اللواء محي نوح عن ذكرياته وبطولاته التي من الممكن أن تدرس لنا «أولها انتقامة للشهيد عبدالمنعم رياض ،أحد أبطال حرب أكتوبر على يد المجموعه 39 قتال والمعروفه باسم « الأشباح» والتي شكلت في أعقاب هزيمة 1967 والتي أذاقت العدو الهزيمة والانكسار وخرق الأسطورة التي أبدعها العدو الجيش الذي لايقهر وكسرت حاجز الرهبة من العدوان واستطاعت هذه المجموعة بقياده اللواء ابراهيم الرفاعي ومن بعده اللواء محي نوح ان تقوم بعمليات حرب مدمرة».

وأكمل سرد قصته وذكرياته وهو فى منتهى الفخر والعزة والثقة بالنفس «قمنا بعمليات ضد العدو في سيناء وحتى داخل إسرائيل ومعركة رأس العش ،ولسان التمساح وضرب مطار الطور قبل زيارة جولدا مائيرا له بساعات ،وتلغيم ممرات العدو في البحيرات المرة وضرب مواقع العدو في كبريت ،ايلات،وضرب مدينة بيسان الإسرائيلية حيث كانت نتيجة خسائر العدو 77 عربه،17 دبابه ،450 جريح وقتيل».

واستكمالا لحديث اللواء محي نوح بعدما تولى قيادة المجموعة والدموع فاضت من عينيه من الحزن واصل حديثه وقال وهو فى منتهى الأسى على الشهيد إبراهيم الرفاعى  «وذهبت مع المجموعة للدفاع عن منطقة جبل مريم ولم يستطيع العدو دخول مدينه الإسماعيلية حتي وقف اطلاق النار يوم 22 اكتوبر واتجه الي مدينه السويس وحدثت معركة يوم 24 ولم يستطيع العدو احتلال السويس نتيجة للمقاومة الشديدة ثم بدأت محاولات الكيلو 101 ثم كامب ديفيد ثم معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في أمريكا ثم تم الانسحاب من جميع أرض سيناء في 25 أبريل 1982 ثم طابا 19مارس 1989».


22127264 355098078277280 53726436 n
22127502 355098121610609 1880467507 n

 

زر الذهاب إلى الأعلى