أخبار الشرقيةتقارير و تحقيقات

قصة أسرة مشردة مات عائلها الوحيد.. والأم تستنجد: «عايشين وسط التعابين»

أسرة مشردة مات عائلها الوحيد.. والأم تستنجد عايشين وسط التعابين

تقرير | أسماء الهادي

استغاثة بألف وجع.. ظروف قاسية ومعاناة كبيرة عنوان الحياة اليومية لأسرة تقطن في منزل متهالك ومهشم النوافذ والأبواب بقرية دبوس التابعة لمركز ههيا، مهما كانت بساطة «قبر الحياة»، فإنه لابد أن يستجيب للحد الأدنى من معايير السكن الصحي والمريح الذي يضمن كرامة سكنية تصلح للبشر، بهذا الوضع المأساوي إلا وتزيد المشكلة الكبرى بموت عائل الأسرة التي يعتبر عمودها الأول.

دموع الأم قد سبقت كلامها، فقبل أن تتحدث سالت الدموع من عينيها على قرة عينها الذي ترك أطفاله، قصة حقيقية ويظهر البوس والانكسار عليهم بعد موت عائلها الوحيد، المؤلم فى حياتهم هو عدم وجد دخل لأولاده وزوجته فأصبحوا ببيت يأويه الحشرات والتعابين، مما جعل زوجته تتحمل صعوبة الحياة وضيق الحال بأطفاله ووالدة زوجها.

uu

تقول الزوجة، ضاق بنا الحال بعد وفاة زوجي الذي كان يمثل عمود البيت، أصبحنا بلا أمان.. بلا مأوى، لافتةً أنها لا تريد سوى أن تعيش حياة آدمية مع أولادها وتعليمهم، ومساعدتها على أعباء الحياة، وتوفير معاش شهرى ثابت كي تتمكن من توفير الطعام لأسرتها.

وتابعت: «الحال يزداد سوءً فقد لجات لبيع كل ما أملك حتى أصبح البيت أشبه ببيت الأشباح، فهو لا يقينا من برد الشتاء وحرارة الشمس الساطعة، وقد زادهم هما على هم وفقرًا على فقر».

واصلت الأم البكاء: «ابني كان كويس وقالي أنا كلمت الصحفيين عشان يجبولي شغل.. كان فرحان وبيقولي هانت يا أمي.. قالولي ابنك مات مصدقتش هما بيكدبوا عليا.. كان سندي وكل حاجة ليا، لو الموت بيخير كنت موت مكانه».

واستكملت أنا تعبت وكافحت عليهم هو وأخوه ولما كبروا وحبوا يريحوني راح منهم واحد.. الموت أخده مني.

أسرة مشردة مات عائلها الوحيد.. والأم تستنجد عايشين وسط التعابين2

وتمنت الأم المساعدة متابعة: «أنا مش عايزة غير حد يبنيلي البيت عشان ولاده ويعملي معاش ليهم، أنا هموت وهسيبهم لمين».

فيما أضاف شقيق المتوفي، «أنا وأخويا شغلتنا كانت الصيد ملناش أي دخل وكنا راضيين، يوم ماتوفى كنا بنصطاد وفجاة وقع مني أخدته على المستشفى، مكملش حاجة وقالولي أخوك أتوفى».

وأجهش باكيًا، ثم قال: «أنا دلوقتي حلم أنه ميت، أنا بطلع أصطاد لوحدي بفتكره بعيط.. ظهري أتكسر مكنش ليا غيره».

واستكمل: «بيتنا ميسكنوش بني آدم، مبنعرفش ننام من التعابين، حتى الشغل قدمنا عليه ومعانا الورق وبعد الإسم ماطلع قالولنا معلش ناس تانية تستحقه.. معندناش معاش، الصيد هيعملنا أيه وأولاده هيعيشوا أزاي».

أسرة مشردة مات عائلها الوحيد.. والأم تستنجد عايشين وسط التعابين1

وطالب أهل المتوفي المسئولين بالمحافظة بتخصيص معاش ثابت يعينهم على الحياة وبناء البيت الذي يشبه بيت الأشباح.. دا مش بيت.. كما طالبوا بمساعدتهم على أعباء الحياة وبناء سكن آدمي لأطفاله.

زر الذهاب إلى الأعلى