تقارير و تحقيقاتسلايد

كارفور الزقازيق ما بين الحقيقة والوهم

كارفور

تقرير | سامح المصري

بالتأكيد يحلم العديد من أبناء مدينة الزقازيق أن يكون بين أيديهم مول تجاري خدمي يوفر لهم الرفاهية، وجميع السلع و المستلزمات اليومية، بحجم موال كارفور، وذلك أسوة بالمدن الكبيرة مثل القاهرة والإسكندرية.

ومع منتصف يوم 15 نوفمبر 2015 بات الاقتراب من تحقيق هذا الحلم ، بعد أن تفاجأ المواطنين بمدينة الزقازيق ببعض الصحف التي تنشر أخبار تفيد توقيع المحافظ السابق للشرقية الدكتور “رضا عبدالسلام” اتفاقية إنشاء مول كارفور بمدينة الزقازيق، ولكن دون الإفصاح عن المكان الذي سيتم الإنشاء فيه، جاء ذلك أثناء حضوره لحفل افتتاح فرع العروبة كارفور بمدينة طنطا، وذلك بحضور وزراء الاستثمار والتنمية المحلية، بدعوة من محافظ الغربية.

1

وقال وقتها ” عبد السلام ” أثناء التوقيع أن المحافظة جاهزة للبدء في تنفيذ المشروع ابتداء من الغد، حيث تم تجهيز المكان الذي تم تخصيصه للمشروع على ارض مدينة الزقازيق، والانتهاء من كافة المرافق الخاصة بالمشروع ، هذا وقد أكد عبد السلام انه سعيد بالإعلان عن هذا الخبر إلى أهالي محافظة الشرقية ، حيث أن هذا المشروع سيوفر ما يقارب من 2000 فرصة عمل للشباب، وسيحقق طفرة في مجال الاقتصاد والتسويق بالمحافظة ” على حد قوله “.

2

وقتها تساءل العديد من المواطنين عن المكان الذي سيقام به المول ، وبدأ البعض بالتخمين عن المكان الذي سيحقق لهم الحلم الذي طال انتظاره، حيث قال ” محمد جدو : أفضل مكان لهذا المشروع هى منطقة الأحرار أو طريق القنايات ، أو منطقة شيبة، وهذا بعيدًا عن الزحام.

11

أما عن ” أيمن عبدالله ” اقترح أن يكون هذا المشروع خلف مرور الصدر.

22

ولكن كانت معظم الآراء وقتها تتجه نحو منطقة العصلوجي ، حيث قال ” جمال عبده ” انه يقترح أن يكون بمنطقة العصلوجي أمام المرور.

33

وفى يوم 25 ديسمبر 2015 اى بعد 40 يوم من توقيع الاتفاقية، قرر وزير التنمية المحلية إعفاء الدكتور ” رضا عبدالسلام ” من منصبة وتعيين اللواء خالد سعيد خلفًا له، ورحل ” عبدالسلام ” قبل تحقيق الحلم، ومنذ تاريخ الرحيل أصبح الحلم حبيس التنفيذ.

وفى يوم 26 أبريل الماضي نشر الموقع الإلكتروني الخاص بمحافظة الشرقية خبر توقيع المحافظ الحالي عقد إنشاء مول كارفور بالزقازيق، هذا ما جعلنا نتساءل كيف أن يتم توقيع الاتفاقية في عهد المحافظ السابق، واليوم يقوم المحافظ الحالي بالتوقيع من جديد، وهذا التساؤل امتد إلى الشارع أيضا وأصبح يردده العديد من أبناء المحافظة، وأصبحنا عاجزين عن الوصول للحقيقة لتوضيحها إلى الجمهور.

بالأمس تلقينا دعوة لحضور اجتماع مع المحافظ، وتعد هذه هى المرة الثانية التي يلتقي فيها المحافظ بالصحفيين منذ توليه منصبه في ديسمبر الماضي ، وبعد حضورنا الاجتماع قام المحافظ بعرض بعض المشروعات التي نفذتها المحافظة الفترة الماضية ولكن في سرية تامة وبعيدًا عن الإعلام ، و أضاف قائلاً أن معظم المشروعات التي تم الإعلان عنها الفترة الماضية ” جينا نمسكها مسكنا الهواء ” وكانت المفاجئة حينما أعلن المحافظ أن خبر إنشاء مول كارفور بالزقازيق الذي كان الأوسع في الانتشار والتداول بين أبناء المدينة في نوفمبر الماضي، كان مجرد حبر على ورق !.

4

وأضاف ” سعيد” أن الاتفاقية تمت بدون دراسة مما ترتب عليها تراكم المشكلات التي تعوق تنفيذها، وأثناء البحث في أوراق المكان الذي تم تخصيصه للمشروع اكتشفنا أن تلك الأرض مسجلة بأوراق مزورة بأسم عائلة كبيرة بالزقازيق لها نفوذ، ولكن تم اتخاذ كافة الإجراءات التي تأكد ملكية الأرض للمحافظة.

و استكمل انه بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية للأرض الواقعة بمنطقة العصلوجي تم إبرام اتفاقية جديدة بين المحافظة ورئيس مجلس إدارة كارفور ، لهذا المشروع الذي سيقام على مساحة أربعة أفدنة وينتهى تنفيذه خلال 24 شهراً على أن تتحمل الشركة تكاليف الإنشاء مقابل حق الانتفاع ويساهم هذا المشروع فى المنافسة على الأسعار، وتوفير فرص عمل للشباب ، تم توقيع العقد فى أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة يوم 26 أبريل الماضي .

واليوم وبعد إفصاح المحافظ عن هذه المعلومات الجديدة، والتي كانت حبيسة مكتبه لفترة خمسة أشهور، وبعيدًا عن من هو صاحب الحق في توقيع هذه الاتفاقية هل المحافظ الحالي آم السابق، لكن الأهم في هذا الأمر هو الإجابة على هذا التساؤل، هل سيتحقق الحلم ويرى أبناء مدينة الزقازيق كارفور ، آم سيكون لنا لقاء من خلال رواية جديدة عن قصة حلم كافور بالزقازيق بعد انتهاء الفترة الذي أعلن عنها محافظ الشرقية اللواء ” خالد سعيد” والمقدرة بــ 24 شهر تحت عنوان ” كافور الزقازيق ما بين الوهم والحقيقة.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى