مقالات القراء

متى يعلنون ميلاد العرب ؟ مقال بقلم محمد فتحي الجابري

Photo 0062

ما يحدث الأن في العالم العربي من حراك سياسي تلفحهُ ألسنة النيران وتقودهُ سواعد غاضبة  يثبتُ أن الشعوب العربية جميعها بدأت تفيق وتتجه نحو التغيير.

أعتقد أن عهود الظلم والكبت في العالم العربي قد إنتهت إلا إذا إنتصر القذافي علي المحتجين من الشعب الليبي الشقيق، الثورة الليبية هي الأعنف  والأشد شراسة فقد بدأ القذافي يحرق ليبيا ويواجه معارضيه بالصواريخ كما فُتح المجال للمرتزقة يطلقون النيران كيفما شاءوا وقد أعجبتُ جدا بموقف الطيارين الشجعان الذين رفضوا قصف المُحتجين ..

القذافي عهدهُ إنتهي وما هي إلا أيام  وإن شاء الله سينتصر الشعب الليبي ليلحق بشقيقيهِ الشعب التونسي والمصري .

الإحتجاجات تملئ شوارع الجزائر واليمن والبحرين ، كل الشعوب العربية  ثارت وأعلنت إحتجاجها علي حكامها أو سجانيها  حتي الشعب الأردني الذي يعشق الملك عبدالله  قد ثار علي الحكومة .
إذا تحقق ما تحقق في تونس ومصر في كافة البلدان العربية  وأصبح الرئيس هو حقا من يريدهُ الشعب  ستخطو البلاد العربية جميعها نحو حُلمٍ جميل لكل مواطن عربي وكابوس مفزع لأمريكا وإسرائيل ألا وهو الإتحاد ، الإتحاد العربي الذي سيجعل الوطن العربي مارداً يشق جبينه بطن السماء ، كم هو حلم جميل ولم يعد بعيد المنال كما كنا نتوقع في ظل الحكومات العربية السابقة وبعض الحالية .
ثورات الشعوب العربية وإحتجاجاتها هي الخطوة الأولي علي طريق الألف ميل  وقد بدأ هذا الطريق فيا تُري هلي سيتحقق الحُلم ؟؟ .

قال أحد الحُكماء قديما ( أعظم شعوب الدنيا هو الشعب الذي طعامه من فأسهِ وقرارهُ من رأسه.)  وقد عشنا عهودا طويلة قراراتنا موجهه وطعامنا مستورد .

آن الأوان  أن نتحد فرأس المال موجود في الخليج العربي والأرض الخصبة موجودة في السودان والأيدي العاملة موجودة في مصر  ، تلك المنظزمة المتكاملة إن ترابطتْ  أطرافها وتحققت علي أرض الشعوب العربية  سنصبح أعظم شعوب الدنيا لأننا بالفعل كذلك فنحن خيرُ أمةٍ أُخرجت للناس ، سنستطيع حل مشكلة السودان  والقدس .

إذا وزع خير البلاد العربية علي شعوبها سنحقق الإكتفاء الذاتي ولن نحتاج للمعونة  التي تذلنا وتطأطأ رؤوسنا  ولن يُطبق علينا المثل القائل ( إطعم الفم تستحي العين ) سيصبح قرارنا مُستقلا  وسنعيد المجد العربي القديم .

تعاطفي الشديد مع الثوار الليبين في جهادهم من أجل الحرية وأتمني من كل قلبي أن يحكم ليبيا رجلا يريده الشعب الليبي جميعه .

تساءل نزار قباني قديما قائلا ( متى يعلنون وفاة العرب؟)  لكن مع هذة التغيرات وإدراك الشعوب العربية لحقوقها وثقتهم في إقالة حاكم وتعيين أخر وإنطلاقهم نحو التغيير ونحو الحرية فإننا بصدد ميلاد كائن جديد ، كان أحد المتظاهرين في ميدان التحرير يرفع لافتة كتب عليها ( الولادة متعسرة لأن المولود إسمهُ الحرية)

تري متي يولد هذا المولود في البلاد العربية كلها  ؟ ، ما زلنا ننتظر ميلاد حكومات عربية جديده مختلفة  وأتساءل الأن قائلا تُرى متي يعلنون ميلاد العرب؟

تحياتي

محمد فتحي الجابري

[email protected]

أبو حماد شرقية

زر الذهاب إلى الأعلى