تقارير و تحقيقات

مجرم تاب إلى الله: الشرطة قطعت جزءا من لسانى.. والرصيف مأواى أنا وبناتى الثلاثة والداخلية تطاردنى لتجعلنى مجرما.. و2000 جنيه تنهى معانتى مع الشرطة

S520139141355

كتبت : فتحيه الديب

حياتى تغيرت، ولا أجد حلاوة فى حياتى غير ذكر الله، أعلم بناتى القرآن ولا نفوت فرض ونحمد الله ونشكره، ولكن البلاء شديد، والشرطة عدوى وسأقتص منها يوم القيامة، قطعت قطعة من لسانى، وتبت لله وتركت الجريمة والمخدرات، كان دخلى يزيد عن 200 جنيه فى الحرام من السرقة والبلطجة، والآن لا أجد مكان غير رصيف محطة القطار الذى يأوى بناتى الثلاثة، وانتظر خروج زوجتى من السجن بعد أيام لترافقني، فى رحلة التائبين.

بهذة الكلمات تحدث “بائع مناديل”، قائلا “تقابلت معه بالصدفة، وهو يصلى صلاة العصر أمس، ويصلى خلفه 3بنات أعمارهم لم تتجاوز السادسة على رصيف أمام نقابة محامين بمدينة الزقازيق بالشرقية، وبجواره قطعة خشبية يعرض عليها مناديل ورق ومجموعة صغيرة من الأقلام الجاف.

وعندما اقتربت منه انهمر فى الدموع وحكى معاناته مع الشرطة، وخاصة معاون مباحث بقسم أول الزقازيق، قائلا “اسمى السيد العربى 35 سنة، شهرتى رضا عامر، كنت شيطانا بما تحمله الكلمة من معنى، لم أترك شيئا محرما إلا وفعلته، وتم حبسى فى قضية مخدرات، وعندما حبست وجدت أطفالى الصغار مشردين بالشوارع، وخاصة أن زوجتى محبوسة أيضا فى قضية مخدرات وتنتهى عقوبتها بعد 40 يوما، وأقسم بالله أنه بعد خروجى من السجن وشاهدت أطفالى مشردين قررت التوبة إلى الله”.

وقال ” توفى طفل منى لعدم قدرتى على توفير مبلغ 185 جنيها له للكشف عليه بعد تعرضه لحمى، كما أن نجلى لكبير 10 سنوات طفش منى فقررت التوبة إلى الله، وخاصة أنه لن يكسر ظهر أى إنسان فى الدنيا سوى أطفاله، وقمت ببيع الفاكهة لكن الشرطة لم تتركنى أعود إلى الطريق الصحيح، حيث طاردنى “أ.ع” معاون مباحث قسم أول الزقازيق، بعد أن رفضت بيع 5 كيلو جوافة بسعر أقل من ثمنها الأساسى لمخبر بالقسم، وأنا عارف أن بعد الكلام دا الشرطة هتيجى تقبض عليه، ولكنى لم أعد أخاف إلا من الله الذى قررت أن أتوب إليه توبة خالصة، وخاصة أن الطريق الحرام سهل لكن الحلال طريقه أصعب، حيث إننى أحصل يوميا على 30 جنيها من بيع المناديل، ولكن أفضل عندى من 200 جنيه، كنت أحصل عليهم يوميا من السرقة والبلطجة”.

وأضاف “لكن الشرطة تطاردنى لتجعلنى مجرما مرة أخرى، فقد لفقت لى قضية مخدرات ظلم، وشاء القدر أن يعطينى القاضى براءة فيها، وخاصة أننى مهدد بالحبس وتشرد أطفالى الثلاثة بعد عمل قضايا تبديد بإجمالى مبلغ 2000 جنيه، بقسم أول الزقازيق، فلو حبست كيف يعيش بناتى الثلاثة، وخاصة أننى لا يوجد لى مأوى أو مسكن، بل نبيت يوميا بمحطة قطار الزقازيق، وذلك بعد معاناة مع ناظر المحطة”.

واختتم حديثه قائلا “لم أستطع الإنفاق على بناتى، أو كسوتهم لكن أملى فى الله أن الغد أفضل، وأنا لا أترك فرضا وأعلم بناتى الصلاة وحفظ آيات من القرآن الكريم”.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى