أخبار الجامعة

مجموعة أورام الكبد … إلى أين ؟؟

 

196692 1790641020244 1666176363 1715019 6718152 n
دكتور احمد بيصار

 

عندما دق ناقوس الخطر … بدأنا بالتحرك … لم نترض وضعا عانت منه ولا تزال تعانى منه مصر … احتملنا سنوات من المرض والجهل والفقر أدت بنا إلى أننا لم نعد ندرى ماذا سيحل بنا بعد عام أو اثنين أو ثلاثة ..

ولكننا انتبهنا … انتبهنا عندما رأينا آلاف بل وملايين المصريين يعانون من أمراض الكبد المزمنة … كانوا قد بدأت معاناتهم تلك السنوات العشر أو العشرين الأخيرة من عمر نتيجة للحملات القومية للعلاج من البلهارسيا والتى استخدمت فيها تلك الحقن لعشرات من المرضى مريضا تلو الآخر .. حتى اقتربنا من القضاء على المرض !!! فنشأ ماهو أخطر منه .. نشأ الالتهاب الكبدى الوبائى سى وبى

انتبهنا عندما اختبرنا بأنفسنا ماتقول عنه المراجع الأجنبية من أن كل مرضى الفيروسات الكبدية سيعانون حتما من التليف الكبدى … ولكننا انشغلنا بمحاربة مانتج عن التليف من دوالى فى المرىء وفشل كبدى عن ماهو أخطر من كل شىء … إلى سرطان الكبد !!!

للأسف لا توجد احصائيات معتمدة من الحكومات السابقة فى العهد البائد عن أمراض الكبد ومعدلات الاصابة بها !!! لا توجد إلا تلك الاحصائية والتى تقول بأن سرطان الكبد يحتل المركز الثانى من معدل الوفيات لمرضى السرطان بمصر … ولكنه سيكون السبب الأول فى الفترة من 2010 إلى 2020 …. لقد مر عام كامل !!!

هناك احصائية أخرى تقول بأن مرض سرطان الكبد سيتكون حتما فى جسد أى مريض مصاب بالتليف الكبدى كنهاية طبيعية للتليف … نتج عن ذلك أن قالوا بأن خمس المرضى المصابين بالتليف بالتليف الكبدى سيصابون بالسرطان حتما … أما الأربعة أخماس الباقية فستعانى من أمراض أخرى لن تسعف السرطان ليتكون !!!

ليس باليد حيلة اللهم إلا الكشف المبكر عن المرض ومحاولة علاجه … لقد أصيب ما يذكر بُانه خمس المصريين بأمراض الكبد معظمهم من المناطق القروية … أى أن النسبة قد تزيد إلى الضعف فى محافظة الشرقية … ويذكر فى أحد الاحصائيات الغير الرسمية بأن محافظة الشرقية ستكون الأكثر معاناة من سرطان الكبد بحيث سيأخذ طابعا وبائيا يمتد لعشر سنوات مر منهم عام ونص العام !!! ليفتك المرض لا بفرد بل بأسرة … ولا باقتصاد أسرة بل باقتصاد أمة !!!

من هنا نشأت الفكرة … قرر فريق طبى مكون من أساتذة فى مختلف التخصصات فى جامعة الزقازيق… فى أشعة الكبد وامراض الكبد وجراحة الكبد وطب الأورام أن ينشؤوا أول فريق علمى اكلينيكى وبحثى يقام فى جامعة الزقازيق … يمتد تأثيره ليخدم أبناء محافظة الشرقية والذين قد يمثلون عشر سكان مصر وسكان دول عديدة سبقتنا كثيرا فى العلم والتقدم !!!

بدأنا نتناقش ونجتمع لمدة تزيد عن عامين … قررنا أن تكون أهدافنا ممثلة فى ثلاثة مشاريع فريدة من نوعها لأول مرة بشرق الدلتا… الأول وهو مشروع الفحص الشامل لخمس سكان المحافظة (ممن هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض) للتنبؤ وتوقع المرض … بل وعلاجه مبكرا مما يزيد من نسب الشفاء والتى تصل إلى 100 فى المئة !!! إذا تم اكتشافه مبكرا وهذا سهل عن طريق الأشعة التليفزيونية .. وهذا المشروع إن تم فإنه سيكون الأول على مستوى مصر

الثانى وهو مشروع متكامل لعلاج سرطان الكبد عن طرق متعددة منها التردد الحرارى الموجهة بالأشعة التليفزيونية … والحقن الشريانى الموجهة بالقسطرة التداخلية … والعلاج الكيماوى والجراحة … وهذا هو المشروع الثالث … والذى يقتضى بعمل أول حالة لزراعة الكبد بمنطقة شرق الدلتا … وقد تكون فريق مختص بهذا الشان وتدرب جيدا فى كبرى المراكز بمصر والعالم … ولكننا كفريق نريد أن نخدم أهلنا فى محافظة الشرقية … وأن يكون لدينا مركز دولى لزراعة الكبد أسوة بدول العالم المتقدمة يأتى إلينا المرضى من كل أنحاء العالم للعلاج وأخذ الاستشارة

بهذا المشروع فإننا نطمح أن نكون فريقا دوليا وأن تصبح المحافظة على رأس المناطق بالعالم والتى يحظى مواطنيها بخدمة طبية ممتازة … قالوا أننا محافظة اقليمية ولكننا نقول أننا يمكن أن نصل إلى العالمية إذا تميزنا فى المحلية !!!

قررنا فى هذا المشروع أن يكون اعتمادنا على التبرعات والتى يقوم بدفعها لنا أهل الخير من رجال الأعمال الشرفاء فى محافظة الشرقية .. وقررنا أن يكون عملنا تطوعيا بالأساس .. وأن يعالج الجميع به مجانا بداية من التشخيص المبكر وانتهاء بزراعة الكبد والتى تتكلف مايزيد عن ربع المليون جنيه …

استطعنا أن نعمل تحت راية المركز المتطور لأمراض الكبد بالجامعة حتى يتسنى لنا ايجاد بيئة مناسبة للعمل والبحث … استطعنا أن نحصل على كثير من التبرعات ولكنها لا ترقى حتى الآن لطموحنا الأكبر …

استطعنا التغلب على عوائق إدارية كبيرة … ولكننا لا نريد أن نبقى بداخل الجامعة منعزلين عن الخارج … نريد أن نصبح فريقا حرا فى العمل والعلم … نلقى الدعم المناسب من الشرفاء ونتطلع بكل إخلاص لأن نفعل ما بوسعنا لننقذ حياة أكبر عدد من اهلنا ….

هل تغيرت الأمور بعد الثورة إلى الأفضل … هل انتبهنا إلى أن الوقت ينزف دما وأرواحا … لا داعى للتباطؤ نريد أن يصل صوتنا إلى أبعد مدى ونريد أن نوضح بأن لمرضى الكبد أهمية قصوى لدينا وبأننا لا نحارب مرضا بل نحارب وباء !!!

د.أحمد عوض بيصار

منسق مجموعة أورام الكبد

[email protected]

0100089595

زر الذهاب إلى الأعلى