مقالات القراء

محمد فتحي الجابري | يكتب |هيــــبا و السامريّ

534659 340028546076701 965804539 n

الموْجُ يغْرَقُ ، أنقذوا موجَ البحارِ مِن الغرقْ.
والشمسُ تُذبحُ عِندَ أسوارِ المدينةِ في ارتحالِ

الضوءِ نحو الظُلمةِ الخرساء..
ماذا نقولُ وقدْ تحوّلَ ديننا لقصيدةٍ
مكسورةِ الوزنِ الذي لمْ يوزنْ،
لم يُخلقْ،
لمْ يوجدْ،
لم يرْتدِ زيّ القصائدِ في الصبا،
لمْ يختلِ بالشعرِ سِراً في مذاهبِ نظمهمْ
أو في بقايا دمْعهمْ…
****
البحرُ يطلبُ بعضَ ماءٍ فالبحرُ يشعرُ بالعطشْ.
الشمسُ تنظرُ للقمرْ
والقبْرُ في صمتِ نُبِشْ.
والشعرُ جاءَ مُغاضباً
وقد اعتلي جسدَ القصيدةِ وافترشْ..
****
الراهبُ العطشانُ ( هيبا ) – مرّةً – كسر الصليبَ
لموتِ ( هيباتيا ) العظيمةْ.
نسيَ الإلهَ بحُضنِ ( أوكتافيا ) ونامَ على الخطايا.
(هيبا) طبيبٌ شاعرٌ راهبْ
(مَرْتا) مُغنيةٌ جميلةْ
قدْ أغرقوا كلَّ المراكبْ
قدْ بدّلوا سمْتَ القبيلةْ
(هيبا) ترهْبنَ في الصغرْ
واشتاقَ أجسادَ النساءِ على كَبَرْ
****
(هيبا) يعودُ بألفِ وجهٍ بيننا
والدينُ صارَ وسيلةً لا غايةَ
والدمعُ يدفنُ في الكلامِ صفاءنا،
وصلاتنا
وصيامنا
وزكاتنا.
الدينُ أغنيةٌ جميلة
ترنيمةٌ خرساءَ تشكو الطعنةَ الأولى .
وملامحٌ عرجاءَ في وجه العجوزِ
تفيضُ مُرّاً ذابلاً مقتولا.
****

للربِّ ربٌّ يسْألهْ عمّا فعلْ
والدينُ وحيٌ جاءَ جهْراً بالرُسلْ.
موسى وعيسى والنبيُّ الأكرمُ
حملوا الأمانةَ قانتينَ وأسلموا
رصفوا الشوارعَ بالنقاءِ محبّةً
لمْ يكذبوا ويراوغوا بلْ أقسموا
أنَّ الطريقَ لوجهِ ربِّ مُحمّدٍ
لا يخطو فيهِ مُنافقٌ يتلئمُ ..
*****
(السامريُّ) أتى يُغيّرُ ديننا
ويقولُ في عتهٍ : حلالٌ سُحْتنا
(قدْ حلْل اللهُ الربا)
أوْ أنها ليستْ ربا
يا سامريُّ لقدْ أفدتَ بأنها مثلُ الربا
ماذا حدثْ؟
– كلّ الحكايةِ أنها دُنيا تدورُ وحالها يتبدّلُ.
– إن اليهودَ على الحدودِ قد استباحوا أرْضنا
كيف الفتاوي تقتضي تطبيعهمْ؟.
– الدينُ سمْحٌ ديننا
يُسْرٌ وتيسيرٌ يروحُ على المصالحِ يقبلُ.
***
ماذا ترى في الأُفقِ غيرَ كمائنٍ للطيرِ؟
تسألها عن الفيزاتِ أو تحقيقِ شخصيّةْ..

قلْ ما تشاءُ عنِ الموانئِ واحتمل وجع المياه
لا تبتغي وجه الإله
ربُّ الموانئِ غافلٌ فاصطادَ يوم السبتِ أسماكاً فَتيّةْ..

لا تبتغي فينا هُدى
واطلقْ صراخكَ في المدى
الدينُ يا ولدي صدى
قلْ ما تريدُ فإننا في الأرضِ أغنامٌ تفكرُ في التزاوجِ
من بقايا الشهوةِ المخصيّةْ..

فإلاهكَ الصلْصالُ ماتَ من الغرقْ
وجبينكَ البردانُ يطفحُ بالعرقْ
الدينُ مثل الحبّ يا ولدي بهذا العصرِ شيئٌ من بقايا مسرحيّةْ..
وغداً نرى ما لنْ نرى
ونبيعُ ما لنْ يُشترى
فغداً نقولُ على الزنى حِلٌ حلالٌ إنها
تحمي الشبابَ ممارساتٍ قدْ تكونَ العادة السريّة..
****
كلُّ الحرامِ مُبرْرٌ
فالغايةُ البيضاءُ مقصدنا ومرْبطَ خيلنا
قد حلل اللهُ الربا
والخمرُ فيها فائدةْ
قد حلل الله الزنى
****
النهرُ يبلعُ قيئهُ
ويبولُ فينا خوفهُ
رضعَ الكبيرُ من الزميلةِ لا عجبْ.
بكت الحروفُ على القصائدِ حسرةً
وشيوخنا
قالوا: الشريعةُ نورنا
كذِبٌ تعلّقَ في كذبْ.
قلْ ما تشاءُ وبعْ ملامحَ خِلقتكْ
قلْ ما تريدُ فإننا نحنُ السببْ..
****
يا سادتي سقطتْ جميعُ الأقنعةْ
رحلتْ جميعُ الأمكنةْ
في اللا مكانِ ترونها
رَحَلتْ بلادي للبعيدِ لعلّها
تجدَ البعيدَ يضُمّها
وإذا البلادُ مضتْ فلا تبقوا هنا..

طوبى لكمْ فالأرضُ تسقطُ في انكسارٍ ضائعٍ
والموجُ يحرقُ نفسهُ في نفسهِ،
وأنا بجوفي مُغتربْ
ما عُدْتُ أدْركُ مَنْ أنا….

المصدر | الشرقيه توداي

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى