مقالات القراء

محمود مطر| يكتب: العمر ما بين الثلاثون وتقلبات الحياة

محمود مطر
محمود مطر

ذات يوما أستيقظ علي حلم مزعج ومرهق فقام ليشرب كوباً من الماء وفجأة وجده نفسه ينظر إلي المرآة فوجد رأسه قد أصبح فريسة سهلة للون الأبيض فأصابه نوبة من الحزن والبكاء ماذا حدث أين ذهب عمري ؟! وتذكر نفسه وهو طفلاً وشاباً وأخذ يستعيد ذكرياته ويقلب في الصور المحتفظ بها عندما كان شعره أسود لكنه سرعان ما تنبه أنه لم يتخطي عامه الخامس والثلاثون هنا جلس يفكر ماذا حدث لقد أخبروه أصدقائه عندما بلغ عامه الثلاثون أن هذا السن من أفضل أوقات الإنسان حيث ينضج فيه العقل حيث أنها الفاصل بين الشباب وانطلاقه والنضج وما يتبعه من مسؤوليات وواجبات جديدة لكنه لم يكن يدري أن شعره سيغزوه اللون الأبيض بهذه الكثافة وكأنه رجل في منتصف الخمسينات من عمره .

علي النقيض صديقه أيضًا في الخامس والثلاثون من عمره لكنه لديه بعض الشعيرات البيضاء المتفرقة في رأسه وكلما نظر في المرآة أدرك أنه في مرحلة عمرية جديدة وعقله يستوعب ذلك جيدًا بل أنه يشعر بالسعادة كونه يعيش مرحلة مختلفة بكل تفاصيلها وتقلباتها لكنه يستخدم عقله جيدا وهناك فرق وضحته قبل ذلك ما بين التفكير بالعقل وإتخاذ القرارات بالقلب .

إن البعض منا يصيبه التوتر وربما الإحباط والإنهزامية الغير مبررة مع قرب بلوغ سن الثلاثين وحقيقي لا أدري لماذا ؟! فلقد وصلت إلي سن الثلاثون في بداية العام الحالي لكنني لم يحدث لي سوي بعض الخوف المبرر وقتها بأن العمر يجري والحياة تمر بنا إلي منعطفات جديدة وبعض الذين أعرفهم قد أصاب بعضهم اليأس رفم ان التجارب أثبتت أن الأشخاص الذين نجحوا في حياتهم وفي حياتهم العملية كانوا قد تخطوا الثلاثين .

أمر مزعج عندما تنسي أنك بعمر الثلاثين ثم يقول لك أحدهم انه من مواليد 98 هنا تبدء في استيعاب عمرك بل انك قد لا تحب التحدث في عمرك ربما يكون أثقل يوم في حياتك هو عيد ميلادك الذي يذكرك بإنقضاء سنة من حياتك وصدقني رغم كل هذا التغيير والمخاوف التي قد تشعر بها إلا انك تشعر وقتها انها كانت لحظات ممتعة وسعيدة لأن الحياة في الثلاثينات رغم تقلبات الحياة التي تعشيها تعطيك بعض الراحة والطمأنينة لأن حياة الثلاثين مزيج من روح الشباب والرجولة ايضا بعض المراهقة ولكنها بنسبة أقل بكثير من سن العشرينات هذه التفاعلات التي لم تكن مستعدا لها ربما تمر عليك كأنها وقتا كبيرا لذلك لابد لك من التعود عليها لأنك إن ظللت هكذا ستفقد العيش في مغامرة كبيرة وتحدي جديد وستظل في هذه الفجوة الزمنية وانت في غني عن حدوث اضطرابات لعقلك لأن الحياة يا صديقي لن تسير كما تريد دائما .

كثيرا ما نعاني ولكننا نستطيع ان نقلل المعاناة عن طريق اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل او القضاء علي مراكز الخوف والهواجس التي تصيب معظمنا عند يتقدم به العمر لقد قال لي احد الأصدقاء يوم أن وصل لعامه الثلاثين أنه شعر بأنه تحرر من الأفكار العديدة التي كانت مترسخة في ذهنه وانه اصبح يتعمق في الحياة بعد كان يفكر في الامور السطحية وان عقله أصبح أكثر نضجاً .

أن الثلاثين تعني لي تجربة مختلفة جدا ولحظات جديدة من حياتي لذلك لابد أن تثق في نفسك ولاتهتم الإ بنفسك وان تعيش فترة من السلام النفسي الذي يمنح قلبك الراحة والحرية وان يكون لديك الخيار والقابلية للتأثير في حياتك الجديدة .

يغفو اليأس إذا استقيظ الأمل ويموت الظلام إذا ولد النور ونقضي حياتنا كاملة تحملنا الأمواج حتي نصل إلي شاطئ النهاية هذا ما يعطي للحياة المليئة بالمتناقضات طعم ولون.

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى