مزلقان الكوبري الجديد بالزقازيق بين صراخ المسنين وقرارات المحافظ وسيطرة الباعة الجائلين

تقرير | هدير هشام

تلال من القمامة المتناثرة والباعة الجائلون يحتلون الأرض في وجود الكثير من الخارجين عن القانون، هذا ليس وصفًا لأحد الأحياء النائية أي«الخرابات» لكنه وصف للحالة التي عليها مزلقان الكوبري الجديد بالزقازيق الذي ينذر بحدوث كارثة قد تحصد أرواح العشرات.

فتلك الظاهرة تسببت في مأساة حقيقية لأبناء هذه المنطقة التي تفصل بين أكبر الأحياء الشعبية بالزقازيق، وهي حسن صالح وكفر عبدالعزيز من جهة وعزبة الحريري ومساكن الزراعة من جهة الثانية.

مزلقان السكة الحديد بالزقازيق 

فبخلاف التلوث البيئي الناتج عن تراكم القمامة والمخلفات، فهناك وضع كارثي وهو عدم وجود إشارات تنبه المواطنين عند مرور القطارات والتى تتسبب في حصد أرواح العشرات وتهدد في حصد أرواح آخرين،  بجانب الكارثة الكوبرى وهي انتشار الباعة على القضبان.

الباعة الجائلين في منطقة الكوبري الجديد

وعلى رغم من توجيهات محافظ الشرقية لرئيس حي أول الزقازيق بنقل الباعة الجائلين الذين افترشوا بجوار مزلقان الكوبري الجديد، للسوق الحضاري في القناطر التسعة والمقام بها محلات تجارية بقيمة إيجارية مخفضة لممارسة نشاطهم التجاري، دون أفتراش الطرق العامة منعاً لحدوث اختناقات مرورية تعوق حركة المواطنين والسيارات.

إلا أن الباعة «رفعوا شعار لا تراجع ولا استسلام» وأصبح الحال كما هو عليه، حيث يفترش مزلقان الكوبري الجديد بالزقازيق من جميع الجاهات مما أدى إلى حدوث حالة من الشلل المروري الدائم.

قرار محافظ الشرقية الدكتور ممدوح غراب 

ولم ينتهي الأمر لهذا الحد ليصدر الدكتور ممدوح غراب قرارًا بسرعة غلق مزلقان الكوبري الجديد بالزقازيق أمام عبور المواطنين حفاظاً على أرواحهم ومنع الباعة من افتراش الأرض.

وجاء القرار بعد أن اتفق المسؤولين على حلول بديلة لغلق المزلقان وعبور المارة من الكوبري العلوي ونفق مشاه في تلك المنطقة.

ولكن ما هذا البديل فالكوبري المخصص للمشاة وارتفاعه أربعة أدوار وغير أمان وقيام الخارجين عن القانون باتخاذه مكانًا لتعاطي المخدرات على السلالم، بالإضافة إلى أن الدرجات لا تصلح وبداية ونهاية المدخل قمامة متراكمة منذ سنوات.

البدء في تنفيذ إغلاق مزلقان الكوبري الجديد بالزقازيق

وعند بدء التنفيذ اعتراض المواطنين على غلق المزلقان، حيث قاموا بتحطيم جزء من السور لا يتعدى بعض الأمتار بعد أن انتهى العمال من وضع الطوب والأسمنت والعبور بالقوة، ليصبح الأمر كما هو عليه.

أما عن قرار المحافظ والذي جاء منعاً لحدوث اختناقات مرورية تعوق حركة المواطنين وحفاظًا على أروحهم، في مشهد لا يطاق أثناء العبور بـمزلقان الكوبري الجديد بالزقازيق يتجمع فيه الرجال والسيدات لكي يعبرون في حالة من الضيق والغضب من هذا الممر الضيق، والذي قد ينهي حياة الكثير في حالة التجمع الكبير دون الانتباه لقدوم القطار.

سائقي السرفيس بمنطقة الكوبري الجديد بالزقازيق 

واستكمالًا لساحة الفوضى والأسواق العشوائية بـ منطقة الكوبري الجديد بالزقازيق، نجد خارجين عن القانون من نوع آخر وهم التكاتك والميكروباصات والتي كان لها دورًا للمشاركة في هذه الكارثة.

حيث لا تراخيص لبعض السيارات تقنن عملهم والقيادة العشوائية للتوكتوك، بالإضافة إلى الحوداث العديدة التي تتسبب فيها وإعاقتها للحركة في هذا النطاق.

ومن المشاكل المتكررة بشكل يومي مع المواطنين في منطقة الكوبري الجديد بالزقازيق وهي «صبي سائق الميكروباص» فمنهم من يقطع الطريق لـ«تحميل الركاب» ويتسبب في أزمة مرورية، مما أدى إلى خلافات دائمة بين سائقين.

كما أن زيادة أعداد السيارات والتكاتك في تلك المنطقة نتج عنها مشاجرات قد تصل في بعض الأحيان إلى سقوط ضحايا وإصابات.

أراء المواطنين في منطقة الكوبري الجديد بالزقازيق 

ورصدت عدسة  الشرقية توداي أثناء العبور من هذا المكان أراء المواطنين الذين يمرون بشكل يومي بمزلقان الكوبري الجديد بالزقازيق، حيث قال أحد المارة أن احتلال الباعة لهذا المكان يمثل خطورة على أمنهم وسلامتهم بالإضافة إلى كثرة السرقة التي تحدث يوميًا.

فيما أضاف آخر من سكان المنطقة، أن احتلال الباعة الجائلين لتلك المنطقة بأنهم السبب الرئيسي لهذه الكارثة التي يعانون منها، حيث أنهم أول من يلقي القمامة على المزلقان، معبراً:« مزلقان الكوبري الجديد بالزقازيق اتعمل عشان الناس تعرف تعدي مش عشان يكون بالمنظر الغير آدمي ده».

فيما قالت أخرى أنها تفضل السير من طريق أخر بأولادها حتى لاتتعرض لسرقة ولا تضطر للمرور من المزلقان، الذي أصبح غير آدمي ويمثل خطورة كبيرة حسب وصفها.

واستكملت سيدة مسنة قائلة: «أنا مش بقدر أطلع السلم في بيتي هطلع إزاي كوبري المشاه » لافتة إلى أن الحل بسيط وهو إقامة بوابات إلكترونية بدلًا من السور والحوائط .

فيما ردد آخر نفس الحل التي طرحته المسنة مضيفًا بأن تكون هذه البوابات بارتفاع السور ويواجد حارس للاهتمام بها حتى لا يتجرأ الناس على القفز من فوقها، وأن يتم فتحها لعبور السيارات بدلًا من جلوس الباعه الجائلين فوق السكه الحديد.

فيما أشار أحد السكان بالزقازيق، قائلًا: أن فكرة عزل الطريق بأسوار صعب جدًا لوجود مسنين لا يقدرون على صعود هذا السلم، كما هناك بعض الأطفال الصغار قد تتعرض حياتهم للخطر.

السؤال هنا؟ هل سيظل مزلقان منطقة الكوبري الجديد بالزقازيق عقبة كل مسئول بالشرقية؟ أم ستوضع حلول لتلك العقبة، هل سيتخذ الجهاز التنفيذي بالمحافظة بعض القرارات التي تهدف إلى تقنين وضع الباعة في تلك المنطقة؟ أم سيظل الوضع كما هو.

هل سنتخلص من فرض سيطرة سائقي الميكروباص والسيطرة على العشوائية وإظهار المظهر الحضاري بتلك المنطقة؟ أم سنظل في مسلسل هذا الإهمال الذي لا ينتهي أبدًا ؟