أعمدة

مصطفى النجار | يكتب : أنقذوا الطبقة الوسطى من الانهيار

مصطفى النجار

عقب صلاة الجمعة الماضية نزلت الشارع لأشترى احتياجات المنزل الأسبوعية وتوقفت بسيارتى أمام أحد فروع محلات التوحيد والنور الشهيرة فى مدينة نصر والتى يقابلها مقاعد استراحة محطة أوتوبيس وبينما كنت أعبر الشارع سيرا على الأقدام لمحت هذه السيدة التى جلست على كرسى المحطة وهى تبكى بانفعال شديد، خجلت فى البداية أن أسألها ماذا يبكيك؟ ثم تجاوزت حرجى وذهبت إليها سائلا: خير حضرتك فى مشكلة أقدر أساعدك؟ ازداد بكاؤها ثم تحدثت بصوت متقطع: ربنا اللى هيساعدنى أنا مش عايزة حاجة من حد، هممت بالانصراف ثم فوجئت أنها تعرفت على شخصى وقالت باعتذار مهذب: آسفة إنى منفعلة كدا بس خلاص أنا قربت أتجنن، إنت زى أخويا الصغير قولى أعمل إيه، أنا موظفة فى الحكومة وباقبض ألفين جنيه وليا معاش من جوزى الله يرحمه ألف ونص، وعندى 4 بنات أكبرهم فى ليسانس حقوق والثلاثة التانيين فى ثانوى وإعدادى، ولادى بياخدوا دروس وبأحاول أكفيهم أكل وشرب ولبس ومش بأمد إيدى لحد عشان ما يبقاش عليا ديون أنا مش قدها، وبناتى الحمد لله متربيين وبيساعدونى عشان نقدر نعيش مستورين، ملهمش طلبات زى البنات، لا بنروح مصيف ولا بنروح مولات ولا مطاعم وماشيين على القد، الشهور الأخيرة مش عارفة أعمل إيه، الأسعار غليت أوى، الأكل والكهربا والمواصلات وكل حاجة بنشتريها، ركبوا لى العداد الكودى اللى بيدفع مسبقا بالكارت، واروح أشحنه ب 400 جنيه عشان الكهربا ما تقطعش علينا وبرضه تقطع ومعندناش إلا تكييف واحد وتلاجة وسخان، طيب هاصرف مرتبى على الكهربا ولا أكل عيالى ولا تعليمهم؟ أنا نزلت قلت أشترى حاجات المدارس من بدرى وأشوف الهدوم عاملة إيه قبل زحمة العيد ودخلة المدارس، مش مصدقة نفسى بجد، الأسعار بقت نار وفى حاجات بقت الضعف ومرتبى زى ما هو والمعاش، طيب أجيب منين، البنتين الكبار خلتهم ينزلوا يشتغلوا فى الأجازة عشان يساعدوا لكن بياخدوا ملاليم بتروح فى المواصلات والأكل، أنا من عيلة محترمة وجوزى كان موظف محترم مستحيل أروح جمعية خيرية أطلب منهم يساعدونى، سامحنى أنا ماشية بكلم نفسى!

زر الذهاب إلى الأعلى