مقالاتمقالات القراء

مصطفى حامد | يكتب : الاغتراب النفسى

بعدما أشارنا فى المقال السابق إلى الإغتراب الدينى و كيفية نشأته و مدى تأثيره على الفرد و من ثم على المجتمع و أنه ببساطة بعد الفرد على الله سبحانه و تعالى بعداً يسبب العزلة و الإنسحاب نعيد كتابتنا بموضوع الاغتراب و لكن نركز أكثر على الاغتراب النفسى و هو موضوع هذا المقال .

حيث أن شعور الفرد بفقد الإتصال مع العالم الخارجى و لكن على مستوى النفس يؤدى به إلى مزيد من العزلة و الانسحاب بمعنى أدق و أوضح الاغتراب النفسى ينشأ من خلال تغير مسرح الأحداث و إنتقال تلك المعركه حامية الوطيس بين متطلبات الفرد و احتياجاته و أحداث الواقع و حتمياته إلى الذات إلى النفس البشرية فيبدأ الفرد تدريجياً بإتيان سلوك يوضح مدى إصابته بالاغتراب عن طريق الإنسحاب من العالم المحيط به و شعوره بالإحباط و الخضوع و التوتر الدائم و القلق الشديد فذاته تنزف و تموت يومياً لعدم قدرته على مواجهة الواقع و ضعفه فى الإتصال مع الأخرين وعلى هذا تنشأ لديه خبرة سلبية يشعر من خلالها أن ذاته ليست متسقة مع واقعة و أن نفسه غريبة عن ما يدور حولها فتتملكه مشاعر مثل الرفض للقيم و السخط على كل شىء و من ثم العدوانيه فسلامته و صحته النفسية بدأت فى التدهور و التقهقر إلى أبعاد مرضية أى أن السلام الداخلى القائم بين ذاته و نفسها وبين المجتمع و الأخرين بدأ يتعكر صفاؤه و ينحدر إلى الهاوية.

وجدير بالذكر أن الفرد الغريب عن مجتمعه غريب عن ذاته و العكس صحيح فالاغتراب ظاهرة اجتماعية شاهدها السلوك الإنسانى فى حاضنة الواقع المجتمعى فكما لتلك الظاهرة بعد نفسى لها أيضاً بعد اجتماعى لا ينفكان عن بعضهما أبدًا فأى كان مسببات الإغتراب يستمر النفسى منه محصلة أى اغتراب أخر .

و للعلم و الأهمية فمن أهم مسببات الاغتراب النفسى هو شعور الفرد بأنه ليس مركز عالمه الخاص به و أن ليس له الطول و الحول فى أحداث واقعة لا يستطيع اتخاذ قراراته بنفسه فكل أفعاله و أعماله مفروضة عليه و ليست من صنعه فهو شىء آخر غير الذى يفعل و لكنه يفعل لقوه جبرية شديدة موضوع هو تحت وطأتها فذاته شىء مستقل عنه ليس هو ولكن مسيطر عليه مع الشعور الدائم بعد الرضا عن الذات و المجتمع و عدم وجود فائدة للحياة مع الإحساس الشديد بالعجز و الضعف الوهن فى الثقة بالنفس.

و إذا تناولنا ظاهرة الاغتراب من منظور مدرسة التحليل النفسى لرائداها سيجومند فرويد نجد أن المشكلة برمتها تكمن فى الأنا فرغبات الفرد و حاجاته التى تكمن فى الهو هى مجرد رغبات غير مقيدة بأى شىء سوى فكرة الإشباع تقوم الأنا بالمراقبة و التنظيم و التنسيق مع العالم الخارجى لتحقيق ذلك الإشباع و لهذا فى حالة ضعف الأنا و خضوعها للأنا الأعلى أو للهو يحدث الاغتراب و يشعر الفرد بأنه غريب عن ذاته ويبدأ فى فقدان القوة و إعتناق اللامعياريه الاجتماعية بمعنى إنهيار القيم و المعايير الأخلاقية لديه لهذا كله و على ذكر ما سبق أهتموا بسلامتكم النفسية و سلامة أبناؤكم و لا تركنوا إلى اليأس و الإحباط مهما حدث فمن حال إلى حال يغير الله سبحانه و تعالى الأحوال فتوكلوا على الرحمن و أجعلوا الإصرار و العزيمة أسلوب حياه ونكمل مع الإغتراب و أنواعه و مسبباته بمقالات أخرى إن شاء الله .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى