أعمدة

مفيد فوزي | يكتب : إيه فيه أمل

%d8%b9%d9%8a%d8%af%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d8%b7%d9%81%d8%a7%d9%84%d9%83-%d9%88%d9%81%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d9%87%d9%85-%d9%88%d8%a7%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d9%84%d9%87%d9%85-%d8%ae%d8%b1%d9%88

1- من داخل قناة الأمل التى أفترض تواجدها داخل «المصرى الوطنى المخلص» أكتب، أرى صورة الغد القريب «حلوة» مهما تراكمت الظلال وطاردها السواد، وأبتسم فى تحد وأمل وهم يريدوننى بتكشيرة غضب وتقطيبة جبين كل مصرى عانى من الحكم «المرشد وجوقة الهواة» يملك قناة أمل. قناة أمل يرى من خلالها مصر بكرة وبعده متسلحاً بقيمة الإيمان والتفاؤل مبحراً بمجدافى الصبر والثقة، لهذا أستعير من فيروز مطلع أغنيتها «إيه فيه أمل» واضعا فى اعتبارى العداء الإخوانى العلنى للسيسى والنظام والمراوعة السلفية الخفية للسيسى والنظام ومدركاً الألاعيب الفسبوكية الشوارعية المستهدفة السيسى والنظام وعارفا بتفانين التشكيك النخبوى فى كل ماهو مضىء وناصع وله وجود على أرض الواقع، ومصغيا بنصف أذن لإعلام «الولعة» الذى يدعى إثبات مايجرى فى الشارع من صرخات واستغاثات واحتجاجات غير مدرك ببعض الوعى أنه يزرع السخط فى الأرض.

من داخل قناة الأمل «أغرد» غير عابئ بأصوات الضجيج حولى التى أعلم علم اليقين أن نصفها مأجور والنصف الآخر محرَّض غير مصغ لعواجيز الفرح دعاة النكد والتنغيص و«مفيش فايدة» التى نسبت زورا لسعد زغلول، من داخل قناة الأمل أكتب وأفطن إلى صعود الرئيس الجبل ومحاولات شده إلى الوراء، ودور المخلصين لهذا البلد «تنبيه» الناس لمحالات إيقافه عن صعود الجبل فمصرنا لم تعد ذلك الكيان المهلهل الذى كان فى أعقاب ثورة يناير التى بدأت «محتجة» على بعض «الأوضاع» كان يمكن «تصحيحها» بسلاسة لولا السطو الإخوانى الممنهج بخطط جهنمية واستبعاد «أنقياء» الشباب من الملعب وظهور ما يسمى بمعركة الجمل المفبركة بدهاء وضاعت مصر وقتها ياولدى، ثم جاءت سنوات القحط حتى السيناريو الإلهى فى تلاتة سبعة، وبدأت مصر تعود إلى وجهها الصبوح ولم ينتبه المصريون أن ذيل الثعبان لايزال يلعب.

2-يثور سؤال: هل قطع النظام «لسان» المعارضة؟

ولو كان هذا صحيحاً لما قرأت هذه الفقرة فى مقال نشر ذات نهار قريب جداً. تقول السطور: على الرئيس السيسى التخلى عن فكرة أنه القانونى والمفكر والاقتصادى والسياسى.

لو كان النظام قطع لسان المعارضة كما يدعون لما ظهرت هذه السطور لكاتب مصرى متعمق يقول: أزمتنا أن غياب الرؤية السياسية عن علاج هذا الانفصام فى النشاط الوطنى العام يجلب خسائر فادحة ويعوق انطلاق مصر ويكبلها الديون الداخلية والخارجية ويفرز ضمن مايفرز اصطرابات سياسية واجتماعية.

لو قص النظام لسان معارضيه لما جرؤ مذيع مصرى أن يقول من خلال قناة غير مشفرة: الحكومة سلفية التوجه وهى تتعرض لقانون بناء الكنائس!! وإن كان الرأى جريئاً، لكنه يقرر الواقع.

وبعض ما تكتبه الصحف يستوقفنى ويبث الحيرة الذهنية، مثلا قول المهندس نجيب ساويرس: أرى القناة الجديدة المزمع إنشاؤها DMC هى قناة رقم 51 للتليفزيون المصرى!! إنها قناة «خاصة» ولكن الدولة أيا كانت الجهات السيادية التى تنفق عليها تجعل تبعيتها الفكرية لماسبيرو، وهنا أشعر أن نجيب ساويرس برؤاه البعيدة يرى أن DMC هى GOGO والقادم أكثر، وبالإمكان- تفاؤلاً- أن تكون داخل DMC أصوات شجاعة تشهر سيف الحق، لقد كنت من داخل ماسبيرو «أنتقد» نظام مبارك فى «حديث المدينة» ولم أتصور نفسى زعيما ولا أبو زيد فى زمانه، فربما كانت هناك مساحة ما يسمح بها النظام كانت هى ملعبى وإن تعرضت لشكاوى يوسف والى متعه الله بالصحة والراحل كمال الشاذلى ولم يسمح صفوت الشريف بزجزجتى من موقعى بوصفه وزير الإعلام «ضابط إيقاع الدولة وتوازنها» وهذا دور مفتقد تماماً فى إعلام هذا الزمان، ولا يمكن لبلد بحجم مصر أن يكون عاجزا عن اختيار وزير إعلام يضبط إيقاع الكلمة والصورة بفهم ووعى وسعة أفق فى بلد يحارب الإرهاب العلنى وإرهاب من بين الشقوق، هذه المساحة التى كانت متاحة لى أكثر من غيرى، كنت أعى حدودها.. وسقفها، فهل إشارة نجيب ساويرس إلى أن القناة الجديدة DMC ستكون على حد قوله الساخر الذكى القناة رقم 51 التى لاتخضع لصفاء حجازى؟!!

3-انتبهت الدولة أخيراً لبلاوى الفيسبوك وذهب شريف إسماعيل رئيس الوزراء مصر إلى مركز دعم القرار فى مجلس الوزراء وهذا يدلل على أهمية «إطلاع» الحكومة على صرخات الشارع الصادق منها والخسيس، وأظن أن التصحيح والتفنيد بتقنية عالية هو المطلوب. إن ميليشيات الإخوان وغيرهم الإلكترونية «أساتذة كرسى» فى العبث بالسمعة والضرب فى مقتل بالإشاعات والتشويه. أذكر مثلا حيا: حينما أراد ترامب أن يضرب هيلارى كلينتون فى «مقتل» ضربوها فى ذاكرتها أى «قمة شرفها كرئيسة» لأمريكا وربما تأثر بعض الأمريكان وربما رأوا فى «النكشة» اتهاما غير صحيح لمنافسها!

أعود إلى خطورة الفيسبوك الذى صار على كل تليفون ودلالة ذلك أن «الغالبية» من جموع هذا الشعب وتعرف القراءة والكتابة على علم بالتشنجات الاجتماعية التى تأخذ مساحة من الوقت ومؤثرة إلى أقصى حد، لقد أذهلنى أحد خبراء التكنولوجيا حين قال لى إنه بالإمكان اللعب فى «السوفت وير» ونقل كل ما بداخل موبايلك من أسرار! هم ليسوا فى حاجة إلى جاسوس، فالجاسوس يرافقك ليل نهار وبين أصابعك ياخال، إن فى أمريكا وحدات أمنية وأجهزة عالية التقنية لفلترة المعلومات ورصد الرأى العام ودرجة غليان الشعوب. من هنا أطلب من الخبراء دراسة الحملات المضادة لقذارة وبذاءة الميليشيات الإلكترونية ويبدو أنه ليس فى التكنولوجيا المغيبة الهدامة أخلاق، من هنا منطق رد الصفعات بالصفعات لأنها حرب ضروس تدخل فيها أجهزة مخابرات فى غرف مغلقة تخطط. أهل بلدى يجب أن يعلموا أن المخططين لايبغون الخير لمصر.. بل الخراب.

4-عيب الحكومة الأساسى افتقاد الخيال وذكاء التسويق السياسى ولقد تمنيت وجود وزير صاحى للإعلام لنفس ذات السبب فلا تتفاقم مشكلة تسكن على ألسنة الناس تغذيها وتتغذى عليها الإشاعات والميليشيات الإلكترونية.

مثلاً، مشكلة ألبان الأطفال ما المانع أن يتولاها الجيش ونسينا ياقلبى  أن خدمات الجيش للمجتمع كان اسمها «الخدمة الوطنية» فى زمن المشير أبوغزالة، وكانت له خدمات مشهود بها فى التليفونات وغيرها فى الحياة المدنية. الجيش الألمانى لديه نشاط فى إنتاج أدوية معينة تعالج الأمور الجلدية، الجيش الإيرلندى ينتج الحلوى لمرضى السكر ودواء لهشاشة العظام. إن الإلمام بالمعلومات يعفينا من الاجتهادات العبيطة والحاقدة ولنفترض أن «الخدمات الوطنية» تدخلت فى حليب الأطفال، لتكسر الاحتكارات والمافيا السوداء، فما المانع إلا إذا كان لدى النفوس الكريهة «وأصحابها يعرفون أنفسهم» رغبة فى تلوين الصورة بالسواد والأمس ليس ببعيد، ومصر تعرف الطيب من الخبيث ومن يخدمها ومن يخدعها، وعندما يصمت ضجيج حليب الأطفال تطلع هوجة البوتاجاز، وعندما تنفض هوجة البوتاجاز تظهر أزمة السجاير والخناق من أجل علبة سجاير وبكرة تطلع أزمة جديدة لا أعرف إذا كان المصريون يدركون أن هناك غرفا سوادء تحاول أن تزرع السخط وتثير كراهية النظام فى الوقت الذى يقف فيه رئيس مصر السيسى قوياً متألقا عزيزاً كبيراً بين رؤساء العالم يفكر فى زيادة حجم الاستثمارات فى مصر لكننا لا نرى فى الورد إلا الشوك ونسخر من كل شىء وكأننا «اتوكسنا» بعد ثورات أمشير العواصف والأتربة البعيدة عن الربيع!

5-هناك عدة حقائق

الأولى: لاتوجد دولة فى العالم بلا مشاكل حتى أمريكا الغنية وحتى السويد صاحبة أعلى دخل للفرد فى العالم، ولكن نسبة الوعى العالية تستوعب المشاكل خصوصاً أنها مجتمعات عمل وتخلو من التنبلة.

الثانية: أن الثورة «الأمشيرية» رفعت سقف التطاول على الآخر ورفعت سقف المطالب والاحتجاجات الفئوية ورفعت سقف الحريات غير المسؤولة ورفعت سقف التفاهات.

الثالثة: مصر تنهض من كبوتها بجهود وكفاح وعمل المصريين ودون ذلك نظل فوق رصيف العالم نشحذ الاهتمام. إن المصريين يسهرون ياولدى إلى مطلع الفجر فوق الفيسبوك وينامون بقية اليوم باستثناء «قوم» يخافون الله ويعملون بإخلاص.

رابعة: نحن بلد يتقن فن إهدار الوقت فى كلام كلام كلام وتضيع الحقيقة وسط الكلام كلام كلام، وقضية الختان تأخذ منا مساحات من الكلام والكلام والكلام، أوركسترا البلد غير متجانس وهناك انقسام بين العازفين ولذلك يخبئ العزف نشازا سقيما موجعاً للأذن.

الخامسة: كان بإمكان السيسى أن «يشترى دماغه» ولكنه ابن بلد «قلبه بالفعل فى مكانه الصحيح» كما كان أحمد بهاء الدين يصف المصرى الوطنى.

السادسة: ربما أقابل بوابا غير متعلم ولكنه «يفهمها وهى طايرة» ولذلك أعرف أن التعليم غير الوعى والمصريون شديدو الوعى و«المصرى فراز» والتعبير ليحيى الجميل وأنا هنا أراهن على الوعى أكثر من التعليم وأندهش أن آخر الموضوعات الحيوية المصيرية التى يجب أن تحظى بحوار مجتمعى هو التعليم السليم.

السابعة: أكتب هذه السطور وأنا «محروق الدم» وللمرة المليون لا أبغى مكسباً ولافائدة ولااقترابا من رياسة أو سياسة ولا طمعاً فى منصب فلست أهلا للمناصب لأنها فرصة الشبان القادرين الأذكياء بأختصار كلمة للوطن الذى يحتاج «الفعل قبل القول» شبعنا أقوالا ياعمى!

الثامنة: كان من الممكن أن أكتب رسالة عاطفية بعنوان «إلى الجميلة الغبية» وأريح رأسى من الطنين الدائر داخلها.

التاسعة: عزائى أن المقال ينشر على النت فى غياب قراء الجورنال الورقى الاعتيادين، أى أن الفكرة ستخيل ولكن هل يحظى المقال بالقراءة أصلاً وسط «فضائح» تعج بها شاشة الفيسبوك.

العاشرة: مازلت «أتحرش» بالأمل، ولن أملَّ.

من داخل قناة الأمل «أغرد» غير عابئ بأصوات الضجيج حولى التى أعلم علم اليقين أن نصفها مأجور والنصف الآخر محرَّض غير مصغ لعواجيز الفرح دعاة النكد والتنغيص و«مفيش فايدة» التى نسبت زورا لسعد زغلول، من داخل قناة الأمل أكتب وأفطن إلى صعود الرئيس الجبل ومحاولات شده إلى الوراء، ودور المخلصين لهذا البلد «تنبيه» الناس لمحالات إيقافه عن صعود الجبل فمصرنا لم تعد ذلك الكيان المهلهل الذى كان فى أعقاب ثورة يناير التى بدأت «محتجة» على بعض «الأوضاع» كان يمكن «تصحيحها» بسلاسة لولا السطو الإخوانى الممنهج بخطط جهنمية واستبعاد «أنقياء» الشباب من الملعب وظهور ما يسمى بمعركة الجمل المفبركة بدهاء وضاعت مصر وقتها ياولدى، ثم جاءت سنوات القحط حتى السيناريو الإلهى فى تلاتة سبعة، وبدأت مصر تعود إلى وجهها الصبوح ولم ينتبه المصريون أن ذيل الثعبان لايزال يلعب.

2-يثور سؤال: هل قطع النظام «لسان» المعارضة؟

ولو كان هذا صحيحاً لما قرأت هذه الفقرة فى مقال نشر ذات نهار قريب جداً. تقول السطور: على الرئيس السيسى التخلى عن فكرة أنه القانونى والمفكر والاقتصادى والسياسى.

لو كان النظام قطع لسان المعارضة كما يدعون لما ظهرت هذه السطور لكاتب مصرى متعمق يقول: أزمتنا أن غياب الرؤية السياسية عن علاج هذا الانفصام فى النشاط الوطنى العام يجلب خسائر فادحة ويعوق انطلاق مصر ويكبلها الديون الداخلية والخارجية ويفرز ضمن مايفرز اصطرابات سياسية واجتماعية.

لو قص النظام لسان معارضيه لما جرؤ مذيع مصرى أن يقول من خلال قناة غير مشفرة: الحكومة سلفية التوجه وهى تتعرض لقانون بناء الكنائس!! وإن كان الرأى جريئاً، لكنه يقرر الواقع.

وبعض ما تكتبه الصحف يستوقفنى ويبث الحيرة الذهنية، مثلا قول المهندس نجيب ساويرس: أرى القناة الجديدة المزمع إنشاؤها DMC هى قناة رقم 51 للتليفزيون المصرى!! إنها قناة «خاصة» ولكن الدولة أيا كانت الجهات السيادية التى تنفق عليها تجعل تبعيتها الفكرية لماسبيرو، وهنا أشعر أن نجيب ساويرس برؤاه البعيدة يرى أن DMC هى GOGO والقادم أكثر، وبالإمكان- تفاؤلاً- أن تكون داخل DMC أصوات شجاعة تشهر سيف الحق، لقد كنت من داخل ماسبيرو «أنتقد» نظام مبارك فى «حديث المدينة» ولم أتصور نفسى زعيما ولا أبو زيد فى زمانه، فربما كانت هناك مساحة ما يسمح بها النظام كانت هى ملعبى وإن تعرضت لشكاوى يوسف والى متعه الله بالصحة والراحل كمال الشاذلى ولم يسمح صفوت الشريف بزجزجتى من موقعى بوصفه وزير الإعلام «ضابط إيقاع الدولة وتوازنها» وهذا دور مفتقد تماماً فى إعلام هذا الزمان، ولا يمكن لبلد بحجم مصر أن يكون عاجزا عن اختيار وزير إعلام يضبط إيقاع الكلمة والصورة بفهم ووعى وسعة أفق فى بلد يحارب الإرهاب العلنى وإرهاب من بين الشقوق، هذه المساحة التى كانت متاحة لى أكثر من غيرى، كنت أعى حدودها.. وسقفها، فهل إشارة نجيب ساويرس إلى أن القناة الجديدة DMC ستكون على حد قوله الساخر الذكى القناة رقم 51 التى لاتخضع لصفاء حجازى؟!!

3-انتبهت الدولة أخيراً لبلاوى الفيسبوك وذهب شريف إسماعيل رئيس الوزراء مصر إلى مركز دعم القرار فى مجلس الوزراء وهذا يدلل على أهمية «إطلاع» الحكومة على صرخات الشارع الصادق منها والخسيس، وأظن أن التصحيح والتفنيد بتقنية عالية هو المطلوب. إن ميليشيات الإخوان وغيرهم الإلكترونية «أساتذة كرسى» فى العبث بالسمعة والضرب فى مقتل بالإشاعات والتشويه. أذكر مثلا حيا: حينما أراد ترامب أن يضرب هيلارى كلينتون فى «مقتل» ضربوها فى ذاكرتها أى «قمة شرفها كرئيسة» لأمريكا وربما تأثر بعض الأمريكان وربما رأوا فى «النكشة» اتهاما غير صحيح لمنافسها!

أعود إلى خطورة الفيسبوك الذى صار على كل تليفون ودلالة ذلك أن «الغالبية» من جموع هذا الشعب وتعرف القراءة والكتابة على علم بالتشنجات الاجتماعية التى تأخذ مساحة من الوقت ومؤثرة إلى أقصى حد، لقد أذهلنى أحد خبراء التكنولوجيا حين قال لى إنه بالإمكان اللعب فى «السوفت وير» ونقل كل ما بداخل موبايلك من أسرار! هم ليسوا فى حاجة إلى جاسوس، فالجاسوس يرافقك ليل نهار وبين أصابعك ياخال، إن فى أمريكا وحدات أمنية وأجهزة عالية التقنية لفلترة المعلومات ورصد الرأى العام ودرجة غليان الشعوب. من هنا أطلب من الخبراء دراسة الحملات المضادة لقذارة وبذاءة الميليشيات الإلكترونية ويبدو أنه ليس فى التكنولوجيا المغيبة الهدامة أخلاق، من هنا منطق رد الصفعات بالصفعات لأنها حرب ضروس تدخل فيها أجهزة مخابرات فى غرف مغلقة تخطط. أهل بلدى يجب أن يعلموا أن المخططين لايبغون الخير لمصر.. بل الخراب.

4-عيب الحكومة الأساسى افتقاد الخيال وذكاء التسويق السياسى ولقد تمنيت وجود وزير صاحى للإعلام لنفس ذات السبب فلا تتفاقم مشكلة تسكن على ألسنة الناس تغذيها وتتغذى عليها الإشاعات والميليشيات الإلكترونية.

مثلاً، مشكلة ألبان الأطفال ما المانع أن يتولاها الجيش ونسينا – ياقلبى – أن خدمات الجيش للمجتمع كان اسمها «الخدمة الوطنية» فى زمن المشير أبوغزالة، وكانت له خدمات مشهود بها فى التليفونات وغيرها فى الحياة المدنية. الجيش الألمانى لديه نشاط فى إنتاج أدوية معينة تعالج الأمور الجلدية، الجيش الإيرلندى ينتج الحلوى لمرضى السكر ودواء لهشاشة العظام. إن الإلمام بالمعلومات يعفينا من الاجتهادات العبيطة والحاقدة ولنفترض أن «الخدمات الوطنية» تدخلت فى حليب الأطفال، لتكسر الاحتكارات والمافيا السوداء، فما المانع إلا إذا كان لدى النفوس الكريهة «وأصحابها يعرفون أنفسهم» رغبة فى تلوين الصورة بالسواد والأمس ليس ببعيد، ومصر تعرف الطيب من الخبيث ومن يخدمها ومن يخدعها، وعندما يصمت ضجيج حليب الأطفال تطلع هوجة البوتاجاز، وعندما تنفض هوجة البوتاجاز تظهر أزمة السجاير والخناق من أجل علبة سجاير وبكرة تطلع أزمة جديدة لا أعرف إذا كان المصريون يدركون أن هناك غرفا سوادء تحاول أن تزرع السخط وتثير كراهية النظام فى الوقت الذى يقف فيه رئيس مصر السيسى قوياً متألقا عزيزاً كبيراً بين رؤساء العالم يفكر فى زيادة حجم الاستثمارات فى مصر لكننا لا نرى فى الورد إلا الشوك ونسخر من كل شىء وكأننا «اتوكسنا» بعد ثورات أمشير العواصف والأتربة البعيدة عن الربيع!

5-هناك عدة حقائق

الأولى: لاتوجد دولة فى العالم بلا مشاكل حتى أمريكا الغنية وحتى السويد صاحبة أعلى دخل للفرد فى العالم، ولكن نسبة الوعى العالية تستوعب المشاكل خصوصاً أنها مجتمعات عمل وتخلو من التنبلة.

الثانية: أن الثورة «الأمشيرية» رفعت سقف التطاول على الآخر ورفعت سقف المطالب والاحتجاجات الفئوية ورفعت سقف الحريات غير المسؤولة ورفعت سقف التفاهات.

الثالثة: مصر تنهض من كبوتها بجهود وكفاح وعمل المصريين ودون ذلك نظل فوق رصيف العالم نشحذ الاهتمام. إن المصريين يسهرون – ياولدى- إلى مطلع الفجر فوق الفيسبوك وينامون بقية اليوم باستثناء «قوم» يخافون الله ويعملون بإخلاص.

رابعة: نحن بلد يتقن فن إهدار الوقت فى كلام كلام كلام وتضيع الحقيقة وسط الكلام كلام كلام، وقضية الختان تأخذ منا مساحات من الكلام والكلام والكلام، أوركسترا البلد غير متجانس وهناك انقسام بين العازفين ولذلك يخبئ العزف نشازا سقيما موجعاً للأذن.

الخامسة: كان بإمكان السيسى أن «يشترى دماغه» ولكنه ابن بلد «قلبه بالفعل فى مكانه الصحيح» كما كان أحمد بهاء الدين يصف المصرى الوطنى.

السادسة: ربما أقابل بوابا غير متعلم ولكنه «يفهمها وهى طايرة» ولذلك أعرف أن التعليم غير الوعى والمصريون شديدو الوعى و«المصرى فراز» والتعبير ليحيى الجميل وأنا هنا أراهن على الوعى أكثر من التعليم وأندهش أن آخر الموضوعات الحيوية المصيرية التى يجب أن تحظى بحوار مجتمعى هو التعليم السليم.

السابعة: أكتب هذه السطور وأنا «محروق الدم» وللمرة المليون لا أبغى مكسباً ولافائدة ولااقترابا من رياسة أو سياسة ولا طمعاً فى منصب فلست أهلا للمناصب لأنها فرصة الشبان القادرين الأذكياء بأختصار كلمة للوطن الذى يحتاج «الفعل قبل القول» شبعنا أقوالا ياعمى!

الثامنة: كان من الممكن أن أكتب رسالة عاطفية بعنوان «إلى الجميلة الغبية» وأريح رأسى من الطنين الدائر داخلها.

التاسعة: عزائى أن المقال ينشر على النت فى غياب قراء الجورنال الورقى الاعتيادين، أى أن الفكرة ستخيل ولكن هل يحظى المقال بالقراءة أصلاً وسط «فضائح» تعج بها شاشة الفيسبوك.

العاشرة: مازلت «أتحرش» بالأمل، ولن أملَّ.

 

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى