تقارير و تحقيقات

قصة كفاح سحر الأم المثالية بالشرقية.. معلمة وبائعة ملابس وفطير لتربي أبنائها الأربعة

28946113 353760341803202 1094061163 o

كتبت | رويدا عادل

تعطي دون مقابل ، نتعلم منها معنى الصبر والحنان ، نسعد عندما نرى ابتسامتها فهي الحياة ، نشعر بالجنون عندما ندخل البيت ولم تكن به ، نسأل عليها أين هي ؟ ، و متي ستعود ؟ ، تشعر بنا قبل أن نتحدث ، فكلما زادت المسئوليات زاد الحمل، ولكن تستطيع تخطي جميع الحواجز من أجل أبنائهم وحياتهم دون تفكير .

كانت تتحدث والدموع تملأ عيونها والحسرة تغلف كلماتها وهي تتذكر تربيتها لأجيال صغار تربوا على يدها، ليخرجوا منارات يقتدي بهم الآخرين، وبعد عمر تأتي اللحظة التي فيها يحاول الأبناء رد جزء صغير لأمهم ، وهو يومًا واحدًا كل عام يحتفل بيه الأبناء بعيد الأم وتكرم فيه الدولة الأمهات فنكشف قصة الأم المثالية بالشرقية .

تحكي «سحر عزت» مشرف نشاط في إحدى المدارس الإبتدائية ببلبيس  لـ موقع «الشرقية توداي»  قصة كفاحها ، قائلة:  منذ زواجي كانت الحياة سعيدة جدًا ، فزوجي  يمثل لي الحياة  بدونه نفقدها ، حتى في يوم من الأيام شعر بتعب قمنا بإستشارة الطبيب وصرف له العلاج ولم اتركه لحظة وقتها ، وقفت بجانبه حتى فارق الحياة بعد أربعة أشهر من مرضه ، وقتها كل جَمِيل في حياتي انتهى ، أطفئت شمعة بيتنا ، ولا يوجد سند لي إلا الله سبحانه وتعالى ، فهذه السنة الـ 7 له ونحن بدونه ، كان عليا أن أكون أم وأب في نفس ذات الوقت  لـأولادي  .

بفرج الله عليا كانت الأمور الصعبة تحل ، فـ أنا أم لـ بنتين وولدين ، بدأت أجنى ثمار تعبي وعرقي، بحصول ابنتي الأكبر على شهادة ليسانس آداب ، ثم تبعتها شقيقتها على وشك التخرج بشهادة  بكالوريوس تربية ، قسم إنجليزي، و يأتي بعدها شقيقها بالفرقة الأولى بكلية التجارة والابن الأصغر بالصف الثالث الإبتدائي .

وحملت الأم على عاتقها هموم العائلة، فهي مشروع حركة لا يهدأ، وكل شيء يحمل قصة كفاح من ورائها، أنجبت أولادها الأربعة وكانت لهم خير قدوة ومثل ومثال، علمتهم عزة النفس والتسامح واحترام الآخرين، وشهادة الحق.

رغم صغر سنها ورفضها الزواج مرة أخرى على تربية أبنائها وكانت تتقاضي مرتب 70 جنيهً على أمل أن تتثبت ، ولم يكن يكفي لسداد احتياجات ومتطلبات أسرتها التي أصبحت هي العائل الوحيد لها بعد الله .

ابنتي كانت مقبلة على الزواج  رفضت المساعدة من أي شخص مهما أن كان  حتى لا يأتي يومًا أكون مُدينة لهم ، وحتى لا يشعروا إنهم فقدوا أباهم ، مع  صعوبة الحياة قدرت أجهزها ، الجميع استغرب الأمر كيف بمفردها تكفل أسرة بأكملها دون وجود رجل في البيت .

كان عندي بنات في مرحلة الثانوية استطعت على قد مقدرتي أن أوفر لهم مصاريف الدروس والكتب  ، لا يوجد مستحيل في الحياة فنحن نصنعه بـأنفسنا وأصبح الأن بناتي في الكليات  ، وحاولت أن افتح مشاريع حتى نعيش فتحت مشروع ملابس و فشل ولم استسلم  وبعدها مشروع عمل فطير بالمنزل وبيعه  ولكن كانت تنتهي بخيبة الأمل ولم اصمد ولكن حاولت كثير ، وكل هذا بعد زواج ابنتي بدأت الحياة تسود من جديد .

استكملت مع ابتسامة بخيبة أمل مرتبي كان «70 »جنية وكان كل أملى أن اتثبت حتى اتقاضى أجر كبير نعيش أنا وأولادي ، وفي يوم من الأيام تفاجأت بإسمي ضمن المتعاقدين كنت اسمع كلام كثير من الناس تجرحني ولكن لا أبالي لما يقال ، وكنت واثقة في ربنا إنه عمر ما هيضيع تعبي ولا ينسى بناتي ،وبنتي الثانية مقبلة على الزواج قمت ببيع ميراثي من أبي حتى لا أمد يدي لأحد وأجعل أولادي دائمًا فخورين بأنفسهم ، وهم ليس أقل من أحد .

حلمي أن أزور بيت الله و أزوج بناتي ويكونوا في أحسن حال ، و كل الأمهات التي تمر بضيق لا تستسلمي أن الله يقف بجوارنا ولا يخيب عبد يرفع يده إليه .

زر الذهاب إلى الأعلى