تقارير و تحقيقاتسلايد

نداهة الموت تقضي على آمال شباب فاقوس

 

شسصض

 

تقرير | ثروت القرم
إن الرغبة الشديدة في الثراء السريع التي تسيطر على راغبى الهجرة غير الشرعية باتت لا تراود الفقراء الذين يستدينون في سبيلها فقط، بل تعدتهم للشباب ميسوري الحال، وهذا ما كشفه حادث انقلاب مركب الهجرة غير الشرعية الذي كان على متنه عددا من أبناء قرية «سوادة» التابعة لمركز فاقوس ، حيث كان من بين الضحايا شاب ميسور الحال خرج مع زوجته و ابنته وعاد مصابا بانهيار عصبي من دون الابنة التي غرقت في الحادث و عندما حاولنا الحديث معه ظل يردد عبارة واحدة فقط «لا أرى لا أسمع لا أتكلم» .

و في داخل القرية ، خيم الحزن على الأهالي إثر اختفاء عدد من الشباب ، كانوا على متن  أحد القوارب المتجهة إلى دولة إيطاليا فى هجرة غير شرعية .

وساد الخوف و القلق بين الأهالى، على مصير باقى أبناء القرية المفقودين،بعد عودة بعضهم وتأكيدهم لخبر غرق المركب فى عرض البحر .

فى البداية، أكد أهالي القرية أن المركب انقلب رأسا على عقب في اليوم الثاني من التحرك بسبب الحمولة الزائدة التى تجاوزت ال 700  راكب مع أن حمولته الأصلية 100 فقط .

وطالب الأهالى معرفة مصير ذويهم، والقبض على سماسرة الموت الذين  يواصلون أعمالهم الغير شرعية  على مرأى ومسمع من المسئولين .

يقول «صبري محمد جودة» أحد الأهالي : «سافرت ابنتي المتزوجة دون علمي للحاق بزوجها و اكتشفت ذلك بعد الحادث بيومين» .

و بنبرة حزينة قالت والدتها : «ابنتي مروة عمرها 23 عاما فقط حاولت السفر إلى زوجها دون علمنا ، غرق بها مركب الموت المشؤوم ، و أطلب من المسئولين البحث عنها ، و تمنت لو أن تحصل على رفاتها ليكون لها قبر معلوم تزوره» .

و طالب الأهالي ، مباحث الأموال العامة و الأمن الوطني بضبط سماسرة الموت كي تتوقف تلك الرحلات رحمة بأبناء قريتهم .

ترك أبناء «سوادة» قريتهم – كما تؤكد أسرهم – بحثًا عن الثراء السريع بعد أن أوهمهم سماسرة الهجرة غير الشرعية بأنهم سيجدون ضالتهم في هذه الرحلة، ويهربون من شبح الفقر الذي يطاردهم .

و هنا يثور تساؤل هام ، لماذا يقبل أبناء هذه القرية تحديدا على الهجرة غير الشرعية دون غيرهم ؟، بالبحث تبين لنا أن أبناء هذه القرية و قرية «الروضة» المجاورة من أكثر قرى فاقوس و محافظة الشرقية إقبالا على مثل تلك الرحلات .

يقول الحاج «علي عيداروس الحيوان» عمدة قرية «الروضة» المجاورة : يوجد ترابط قوي بين أبناء القريتين جغرافيا و أسريا .

لافتا ، إلى أن أول من هاجر إلى أوروبا كان المهندس «اسماعيل الحيوان»  من أبناء قرية «الروضة» عام 1956 و كان ميسور الحال و عاش فترة كبيرة هناك  ما سمح له بأن يصبح عضوا بالبرلمان الألماني «البوندستاج» ثم ممثل ألمانيا في البرلمان الأوروبي ، بعدها بدأت رحلات الهجرة و التي زادت في الثمانينيات ثم بلغت الذروة في التسعينيات .

و استطرد قائلا كانت الهجرات جميعها شرعية حتى ظهر سماسرة الهجرة غير الشرعية في السنوات القليلة الماضية .

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى