نفسيون عن سيلفي مسعفي «قطاري الإسكندرية»: تبلد للمشاعر و «سيكوباتية»

بين الحطام والدماء المتناثر على القضبان، والجثث المترامية، وبكاء وصراخ المصابين، وضجيج سيارات الإسعاف والشرطة، ووصول وزيري النقل والتنمية المحلية، إلى مكان الحادث للاطلاع على أوضاع الحادث المأساوي “تصادم قطارين في الإسكندرية”، وقف مسعفان بدا هادئين وهما يلتقطان صورة “سيلفي”.

صورة أثارت غضبًا شديدًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشارها في ساعات قليلة، وسرعان ما أتخذ الدكتور أحمد الأنصاري رئيس هيئة الإسعاف، قرارًا بنقلهما إلى وحدة الإسعاف في “سيوة”.

وكان السبب الذي دفع “مسعفي السيلفي”، بحسب ما وصفهم رواد مواقع التواصل، إلى التقاط تلك الصورة، كان مبهمًا لدى الكثير، وفسره خبراء نفسيون لـ”الوطن” حيث قالت الدكتورة هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، إنه على الرغم من أن التقاط “سيلفي” مع أشلاء وجثث في حوادث دامية، يعدّ أمرًا غير طبيعيا فإنه أصبح ظاهرة منتشرة في العالم كله، وليس مصر فقط.

وأضافت العيسوي، لـ”الوطن”، أن “مسعفي السيلفي” دليل قاطع على تبلد المشاعر المنتشر بشكل كبير، حيث تبدلت المشاعر المصاحبة للخوف والجزع من انتشار الأشلاء والدماء إلى التقاط صورة تخليدا لذكرة حادث مأساوي، وربما يرجع ذلك لانتشار مشاهد الدماء والحوادث مؤخرًا، ما سبب عزلا نفسيا عند البعض، وعدم الإحساس بالألم النفسي والمسؤولية.

وأشارت إلى أن الموجة المنتشرة مؤخرا من “السيفلي” تعتبر أمرًا غير طبيعية الغرض، فبعد أن كانت تلتقط الصورة لذكرى سعيدة، أصبح الهدف منها نشرها علي صفحات “السوشيال ميديا” ما نشر عشقا مرضيا بشأنها، وهو ما تناولته العديد من الأبحاث العلمية الحديثة، التي ورد بها أن الشخصية التي تميل إلى الصور “السيلفي” بشراهة تعد “شخصية نرجسية” تميل إلى تمجيد وحب النفس، وتضخيم الأحداث وإبرازها.

وأيدها في الرأي نفسه، الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي جامعه القاهرة، مؤكدا أن التقاط مسعفين صورة في الحادثة يظهر سلبية الشخصية، وعدم الاهتمام بعواقب التصرف، ووصف المسعفان بأنهما مرضى نفسيين حيث يعانيان من “شخصية سيكوباتية” التي تتسم باللامبالة وعدم المسؤولية.

وأضاف “فرويز”، أن تعامل الأطباء والمسعفين مؤخرا مع الحوادث بسبب زيادتها، تحول إلى أمر أشبه بوظيفة “الميكانيكي” مع المصابين، على أنهم “قطع غيار”، مؤكدا أنه يجب التعامل مع الأمر على أنه غير طبيعي والتعامل بحزم شديد وليس مجرد نقل “مسعفي السيلفي” إلى سيوه هذا ليس عقابا.