مقالاتمقالات القراء

هلال زايد | يكتب: المهنيون والمنتفعون في بلاط صاحبة الجلالة

46473914 1153192601500580 4184251985525997568 n

 لا شك أن مهنة الصحافة من أنبل المهن وأشرفها علي وجه الأرض وحامل القلم الشريف أقوي من حامل السيف ، ومع التطور التكنولوجي وإنتشار الفوضي ، ومواقع التواصل الإجتماعي باتت هناك متغيرات كثيرة علي الساحة الإعلامية ومع كثرة الفضائيات المرخصة واللامرخصة ، وكذلك المواقع الإلكترونية التي ينطبق عليها نفس الوصف السابق أصبحت المهنة مهددة من قبل الدخلاء عليها من غير المهنيين وأصبح كل من هب ودب يستطيع أن يطلق علي نفسه الصحفي فلان الفلاني أو الإعلامي فلان الفلاني بمجرد صداقته لبعض المهنيين من أرباب المهنة المعروفين .

وبمجرد أن يلتقط معه صورة أو يلتقي مسئولا في مكان ما يصبح مابين ليلة وضحاها صحفي ، أو إعلامي دون أية شروط أو مواصفات أو مراعاة لقواعد المهنة العظيمة وضوابطها مع شبه غياب تام من أجهزة الدولة “بمزاجها  في أغلب الأوقات .

ومما ساعد علي إنتشار الفوضي الإعلامية مابعد ثورة الخامس والعشرين من يناير السوشيال ميديا ومواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية وغياب الرقابة من قبل بعض الأجهزة السيادية ، فبعض المهنيين دمثي الخلق يرفضون الدخول في مهاترات مع منتحلي الصفة وأصحاب المصالح المشبوهة الباحثين عن الإنتفاع من المهنة الشريفة وليس إنفاع الناس وتنويرهم وكشف الحقائق ، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا من سمح للدخلاء ومستأجري الوقت في الفضائيات المختلفة بإقتحام الساحة دون إستحياء فمن العجيب أن المنتفعيين من هذه المهنة الشريفة ينصبون علي المواطنين والمسئولين علي حد سواء ، فيتفقون مع المواطن علي الحصول علي تأشيرة المسئول لتأدية خدمة ما بمقابل مادي وعلي الجانب الا خر يساومون المسئول بالتوقيع لتأدية الخدمة للمواطنين أو التشهير به ونشر ما يسوئه من خلال وسائلهم المشبوهة .

لدرجة أن وصل الحد من بعض هؤلاء المنتفعين إلي أن يبيع الدقيقة هواء في أحد البرامج عبر إحدي الفضائيات التي تؤجر له وقتا لبث برنامجه بالأفين جنيه للدقيقة الواحدة بينما هو يستأجر ساعة كاملة لبرنامجه بثلاثة ألاف جنيه ناهيك عن أن بعض القيادات والبلهاء يعتبرون مثل هؤلاء الدخلاء علي المهنة أصدقائهم المقربين ليس هذا فحسب بل يعطونهم تأشيرات بالأمر المباشر بمصالح ومهام معينة مع غياب الرقابة والأجهزة الرقابية ربما يكون عن عمد أو عدم معرفة وكل ذلك بحجة خدمة المواطنين وليس هذا دور منوط به الصحفي أو الإعلامي ، ولكن الصحفي والإعلامي دوره مراقبة المسئول وليس إبتزازه لتأدية دوره علي الوجه الأكمل وكشف الحقائق ووضعه كاملا أمام المواطنين والمسئولين الأعلي منه والأجهزة الرقابية .

وهنا أهمس بأعلي صوتي في أذن الزملاء المهنيين لا تتركوا الساحة لهؤلاء المنتفعين فسكوتكم عن الحق يضيع الوطن والمواطن علي حد سواء وليس هذا عهدي بكم ، ومن ثم لابد للأجهزة الرقابية القيام بدورها علي الوجه الأكمل ومنع مثل هذا المهاترات التي إجتاحت الساحة والفوضي الإعلامية عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير .

ونعود لبيت القصيد لابد من تقنين الأوضاع ووضع أسس وشروط يحترمها المواطن والمسئول علي حد سواء وكل يقوم بدوره لخدمة وطنه والأجيال القادمة وليس كل من إستأجر وقتا للظهور علي إحدي الشاشات إعلاميا ولابد من التحريات والرقابة وليس كل من كتب خبراً منسوخا أو مسروقا أصبح صحفياً وعلي المؤسسات حسن الإختيار كما كان يحدث من ذي قبل لأن هذا أكبر خطر يهدد الأمن القومي ، وإذا كانت بلدنا تعاني من إنتشار الشائعات فأقولها من منبري هذا أن المنتفعين ومدعي الصحافة والإعلام هم المتهم الأول لإنتشار هذه الشائعات لأنهم لم يجدوا من يحاسبهم وأختتم مقالي هذا متسائلاً هل حان وقت الحساب أم سيترك الباب مفتوحاً أمام هؤلاء المرتزقة والمنتفعين ؟
>

المقال هو من رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي

 

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى