أعمدة

ياسر أيوب| يكتب: أزمة جديدة اسمها رمضان صبحى

ياسر-أيوب

كأنها ستجامل النادى الأهلى أو ستخاف من الضغوط الإعلامية والجماهيرية وستقرر تأجيل لقاء القمة بين الأهلى والزمالك في مسابقة الدورى العام.. هذا هو الانطباع الذي لابد أن يخرج به كل من يتابع تصريحات وتعليقات مسؤولى لجنة المسابقات التي يرأسها عامر حسين في اتحاد الكرة، الذي بات يرأسه رسميا ثروت سويلم.. فقد قال عامر حسن إنه سيفكر في تأجيل لقاء القمة حتى يسمح لرمضان صبحى، نجم الأهلى، بالمشاركة مع فريقه في هذا اللقاء الذي يتعارض مع موعد مباراة منتخب شباب مصر مع منتخب الجابون أو أنجولا.. وتوالت بعد ذلك تصريحات أخرى لم يعلن أصحابها عن أسمائهم يتمنون موافقة الزمالك على تأجيل اللقاء دون إثارة أي أزمة أو مشكلة مراعاة للظروف وحساسية الأمر..

ولا أنظر هنا للأمر برؤية أهلى أو زمالك.. وإنما بكل قواعد المنطق والعدالة والنزاهة والشفافية أيضا.. والذى يصنع الأزمة هنا هو اتحاد الكرة نفسه ولجنة مسابقاته وليس الأهلى الذي طالب بالتأجيل أو الزمالك الذي قد يعترض على التأجيل.. فمن تلقاء نفسها.. كان من الطبيعى والضرورى أن تعلن لجنة المسابقات بقرار حاسم ونهائى تأجيل لقاء القمة فور علمها بأن معتمد جمال، المدير الفنى لمنتخب الشباب، طلب إشراك رمضان صبحى كلاعب أساسى مع المنتخب في هذه المباراة ضمن التصفيات الختامية المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا تحت 20 سنة في زامبيا.. فليس من العدالة أن يشارك الأهلى في مباراة رسمية شديدة الحساسية جماهيريا وقد يكون لها دور في حسم بطولة الدورى هذا الموسم وقد اضطر للتخلى عن أحد لاعبيه المهمين والأساسيين لأن منتخب الشباب يريد هذا اللاعب معه.. فالأهلى هنا لا يفتعل أي أزمة ولا يتحدث بدون منطق ووجاهة.. والزمالك من حقه أن يرفض التأجيل طالما قرر اتحاد الكرة إدارة شؤونها بمنطق الود والتفاهم بعيدا عن القوانين واللوائح والنظام الذي يسرى على الجميع..

فرمضان صبحى بالفعل لاعب أساسى في النادى الأهلى وليس مجرد ناشئ قد يلعب أو لا يلعب.. والدليل هو ما جرى الأسبوع الماضى، حين شارك رمضان مع الأهلى يوم الخميس في مباراته أمام الداخلية.. وكان عليه التواجد في استاد القاهرة في اليوم التالى للمشاركة مع منتخب الشباب أمام رواندا.. كل ذلك واللاعب تلميذ يشارك في أداء امتحانات الثانوية العامة.. وإذا كان البعض قد رأى قرار الإدارة الفنية للأهلى بإشراك رمضان في مباراة الداخلية منتهى القسوة وعدم مراعاة ظروف طالب يؤدى امتحانات الثانوية العامة.. فإننى أراها أزمة تخص رمضان صبحى نفسه لا شأن للأهلى بها.. رمضان أو أي لاعب آخر في الأهلى أو الزمالك أو أي نادٍ آخر.. فالأندية التي تتعاقد مع لاعبيها المحترفين وتدفع لهم هذه المبالغ الكبيرة والتى يستحقونها بالفعل، نظرا لمواهبهم والتزامهم وعطائهم، ليست مطالبة بمراعاة ظروف أخرى لا علاقة لها بالاحتراف، مثل الدراسة أو التزامات وظيفة جانبية أخرى مثلما يحدث في أوروبا والعالم كله حولنا. هذا إن كنتم تريدون أن تكونوا يوما مثل أوروبا.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى