مقالات القراء

ياسر أيوب | يكتب: الانسحاب القديم والردئ

 

ياسر أيوب

 

بعد إذاعة الحلقة الأخيرة من مسلسل التهديد بالانسحاب من الدورى.. وبعد ردود أفعال المشاهدين الذين لم تعجبهم هذه الحلقة الأخيرة ولم يتفاعلوا مع أحداثها ولم يتعاطفوا مع أبطالها.. ولأن معظم أبطال هذا المسلسل من الأصدقاء الذين أحبهم وأحترمهم سواء كانوا أبطال تلك الحلقة الأخيرة أو حلقات أخرى وكثيرة سابقة.. فقد أصبحت ملزماً بتقديم نصيحة صادقة ومخلصة لأصحاب ونجوم هذا المسلسل بضرورة إنهاء هذا المسلسل والبحث عن فكر جديد ونص جديد ومخرج جديد أيضا.. فأسوأ شىء فى الدراما ألا يصدق المشاهدون ما يجرى على الشاشة أمامهم وألا يتأثروا أو يقتنعوا به أيضا.. فيضحكوا حين يكون مطلوبا منهم البكاء أو الصراخ والغضب.. وهو ما جرى أثناء وبعد عرض تلك الحلقة الأخيرة من المسلسل الذى فقد بريقه وإثارته واهتمام الناس به.. فلم يصدق المشاهدون أحداث الحلقة الأخيرة التى دارت أحداثها حول تهديد الزمالك والإسماعيلى والشرقية وأسوان بالانسحاب من الدورى احتجاجا على التحكيم.. ولم يصدقوا أيضا أحداث الحلقات السابقة التى كان أبطالها هم الأهلى والمصرى والاتحاد وأندية أخرى كثيرة.. لأن هؤلاء المشاهدين أصبحوا منذ وقت طويل أكثر وعياً ومعرفة واطلاعاً على كل شىء، ولم يعد من الممكن أو حتى من السهل خداعهم.. فلم يعد أحد على استعداد لأن يصدق تهديد أى نادٍ فى دورى كرة القدم بالانسحاب من المسابقة.. ليس لأن هناك قوى عظمى أو خفية ستمنع أصحاب التهديد من التنفيذ.. وليس لأن السياسة ستتدخل أو الأمن أو حتى الأمم المتحدة.. وإنما لأنه من قوانين الفيفا أن النادى الذى ينسحب من أى مسابقة كروية رسمية.. يصبح مطالبا بتسديد كل التزاماته وقيمة تعاقداته مع لاعبيه وأجهزته الفنية والإدارية حتى نهاية الموسم الذى انسحب فى منتصفه هذا النادى.. وبالتالى يبقى من حق أى ناد مصرى الآن أو غداً أن يقرر الانسحاب من الدورى الممتاز.. لكن على مسؤولى هذا النادى أن يدركوا أنهم بهذا القرار سيعيدون كل الأموال التى سبق أن حصلوا عليها مقابل الرعاية والبث التليفزيونى منذ بدء الموسم.. وأن يدركوا أيضا أنهم سيسددون للاعبين كامل مستحقاتهم دفعة واحدة وقيمة عقودهم ورواتبهم حتى نهاية الموسم وإلا أصبحت عقود هذا النادى مع لاعبيه لاغية، ومن حق هؤلاء اللاعبين الانتقال فورا لأى ناد آخر.. وكذلك المدربون وكل الأجهزة والفنية والإدارية.. ولا أظن أن أى ناد كروى فى مصر يملك هذه القدرة المالية واحتمال تلك الشروط المفروضة من الفيفا فى حالة الانسحاب من المسابقة.. وبالتالى على الجميع أن يهدأوا قليلا ويتخلوا عن عادة التهديد بالانسحاب إن تغير ملعب المباراة أو موعدها.. أو حين لا يحتسب حكم مباراة ضربة جزاء أو يحتسبها ويفشل من يسددها فى إدخال الكرة مرمى الفريق المنافس.. وإذا كان الناس باتوا يعرفون ذلك لأن قوانين الفيفا ليست سرية.. فالأولى بالمعرفة والاطمئنان هو اتحاد الكرة نفسه، حتى لا يخشى أو يستجيب لأى ضغوط وتهديدات خاصة باللعب والملاعب أو اختيار الحكام وقراراتهم.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى