أعمدة

ياسر أيوب | يكتب: الحوار مع الألتراس

 

ياسر أيوب

أن تحب محمود طاهر، رئيس الأهلى، أو تكرهه.. أن تقتنع به وترضى عن أدائه أو تسخر منه وترفض بقاءه.. كلها أمور أنت وحدك تملك فيها حق الاختيار والقرارومهما كانت خياراتك وقراراتك فليست هناك أى أزمة أو مشكلة.. فالمشكلة تبدأ فقط حين لا نرى ونسمع ونناقش أو حين نقرر ونحكم ونختار فقط بقاعدة وقوانين الحب والكراهية.
تبدأ المشكلة حين يتعطل المنطق والعقل وكل الحسابات والحقائق فقط ليبقى الذين نحبهم على صواب ويصبح الذين لا نحبهم مسكونين بالعيوب والأخطاء والخطايا.. وقد بدأ كثيرون فجأة يدينون محمود طاهر ومجلس إدارته، لأنه استعان بالأمن لحماية الأهلى من أى اقتحام أو للمحافظة على أسوار الأهلى وبواباته.. وأصبح ذلك فى رأى الذين لا يحبون طاهر بمثابة الجريمة والخيانة والفضيحة أيضاً.. وتساءل هؤلاء فى هجوم وسخرية كيف يجرؤ رئيس الأهلى على أن يضع ضباط الداخلية وجنودها بين جمهور الأهلى وناديهم.

والكل يعرف أن ما جرى هو الطبيعى جداً، سواء فى مصر أو أى مكان فى الدنيا.. وأن جماهير برشلونة المتعصبة والمتطرفة فى عشق ناديها لا تستطيع دخول مقر ناديها أو ملاعبه وقتما تقرر أو تشاء لأن هناك قانونًا وهناك حدودًا وأسوارًا وأبوابًا وأيضًا هناك أمنًا خاصًا بالنادى وشرطة إسبانية.. كما أن الكل يعرف أن استخدام جماهير الأهلى هنا هو بمثابة غش وخداع.. فجماهير الأهلى لم تحاول دخول الأهلى أو استاد التتش ووقف الأمن فى وجهها.. إنما كان أعضاء الألتراس الذين أرادوا حضور التدريب باعتبار أن هذا حقهم الطبيعى.

ولا أحد يستطيع التشكيك فى حب وانتماء ألتراس الأهلى لناديهم، لكن لا أحد فى المقابل يستطيع تأكيد أنه من حقهم حضور أى تمرين باعتبار أنهم أصحاب النادى وأصحاب المدرجات وليست الإدارة وأى أحد آخر.. وقد أصدر ألتراس الأهلى بيانًا جديدًا، أمس الأول، سخر فيه من مشاهد رجال الأمن وهم يحيطون بالأهلى،وقال الألتراس إنه من العار أن يقف ضباط يحملون السلاح فى وجه عائلات وأطفال الأهلى

وهاجم البيان وزارة الداخلية التى اشتبك رجالها معهم، مؤكداً أن الداخلية لا تسير فى سكة مبادرة الرئاسة.. ولم أفهم ما هو المقصود هنا بالمبادرة الرئاسية.. هل معناها فقط حق الألتراس فى الدخول متى أرادوا دون أن يمنعهم أحد، أم أنها فى الأصل دعوة للحوار.. فهل هذا هو الحوار الذى يريده الألتراس؟.. وهل كان الألتراس يريدون دخول استاد التتش لمساندة ناديهم، أم لأنهم أرادوا فقط الرد على هتافات وصرخات ألتراس المصرى فى بورسعيد.

ومهاجمة الزمالك قبل قمة الثلاثاء فى برج العرب؟.. ليرد بالطبع ألتراس المصرى ثم يتحرك الوايت نايتس.. ويتحول الحوار إلى ساحة للتوتر والاضطراب وقد تمتلئ فجأة فى أى وقت بدماء الكراهية والغضب فالألتراس سواء فى الأهلى والزمالك والمصرى وأى ناد آخر لا يملكون ناديهم مهما أحبوه وليس من العار استخدام الأمن حمايةً للقانون والنظام والجميع.. وليس هكذا يكون أو يدوم الحوار.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى