أعمدة

ياسر أيوب | يكتب : المصريون يلعبون فى السعودية

ياسر ايوب

أعرف وأتوقع كل تلك التعليقات والاتهامات.. عالية الصوت سابقة التجهيز.. التى ستحاصر اتحادنا لكرة القدم ورعاته بعد الإعلان الرسمى عن إقامة مباراة السوبر المصرى بين الأهلى والزمالك فى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

وسنجد من يقول إن إقامة هذه المباراة خارج مصر بين أكبر ناديين فى مصر بمثابة ضربة جديدة للسياحة إلى مصر، وأن ذلك دليل إضافى ومجانى على أن مصر بلد غير آمن.. وسيكون هناك من يتهم مصر ببيع الأهلى والزمالك للسعودية مثلما سبق لمصر أن باعت لها جزيرتى تيران وصنافير..

ومن المؤكد أن مصر لا تملك أى مال إضافى لتشترى به أى شىء من الإمارات، ورغم ذلك ستستضيف مصر قريبا جدا كأس السوبر الإماراتى.. والمؤكد أيضا أن السعودية ليست فى حاجة لمزيد من المال لتبيع من أجله كأس السوبر السعودى الذى أقيم مؤخرا فى العاصمة الإنجليزية لندن.

ثم أن فرنسا لا تسعى مطلقا لتشويه صورتها أو تعطيل سياحة العالم إليها، ورغم ذلك لم تمانع من إقامة السوبر الفرنسى الأخير فى مدينة كلاينفورت بالنمسا.. وأعلنت إيطاليا مؤخرا أن السوبر الإيطالى الجديد سيقام فى مدينة أبوظبى.

ولست أريد الاسترسال فى الشواهد والأدلة على أن إقامة سوبر أى بلد خارج حدود ذلك البلد لا تعنى، بأى حال، تفريطا فى كرامة أو تشويها لصورة أو إفسادا لسياحة أو بيع جزيرة أو حبة رمل واحدة..

وسيكون جميلا أن يقام السوبر المصرى لهذا الموسم فى السعودية بعد أن استضافته الإمارات الموسم الماضى.. فالسعودية تستضيف على أرضها أكبر جالية مصرية خارج مصر.

وإلى هؤلاء سيذهب الأهلى والزمالك معا للتنافس على كأس السوبر التى لم يتحدد ميعادها النهائى بعد.. وأنا سعيد باحترام الأهلى والزمالك معا لجماهيرهما من المغتربين المقيمين والعاملين فى السعودية واحترام الكرة المصرية لكل العلاقات الطيبة مع السعودية.. وهى على الأقل فكرة غير تقليدية كانت ولاتزال تستحق الاهتمام والاحترام.

فالكرة المصرية باتت تحتاج لمثل هذه الأفكار أو المحاولات سواء للتسويق والترويج أو للتنظيم والترتيب.. وقد علمت للأسف الشديد برفض الاتحاد فكرة قصر إقامة مباريات الدورى الجديد خلال أيام الخميس والجمعة والسبت فقط من كل أسبوع.. فالاتحاد يريد أن يلعب كل ناد مباراتين كل سبعة أو ثمانية أيام..

ولا أعرف متى سنصل إلى هذا التحضر والرقى الكروى فتعود مباريات الكرة لأيامها الطبيعية مثلما هو حاصل فى بلاد الدنيا حولنا، حيث ليس هناك بلد غيرنا ممكن أن يشهد فى كل يوم من أيامه مباراة رسمية لكرة القدم.

وأنا ألتمس العذر لاتحاد الكرة فى رفضه لهذه الفكرة.. لأن تطبيق ذلك سيتطلب تغيير كل شىء فى المنظومة الكروية المصرية.. بداية من المسابقة نفسها واستقرارها واحترام جداولها ومواعيدها دون أى فوضى وارتباك ومجاملات.. وسيلزم ذلك كل طرف أو جهة داخل هذه المنظومة الكروية للالتزام بدوره وواجباته.

وهو الأمر المرفوض من كثيرين خوفاً من النظام أو الوضوح أو تحديد الواجبات ومسؤولية كل أحد.

 

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى