أعمدةمقالات

ياسر أيوب| يكتب: حديث الـ100 سنة

%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%B1 %D8%A3%D9%8A%D9%88%D8%A8 14

ستقرأ هذا الكلام وقد عرفتَ نتيجة مباراة مصر والمغرب فى دور الثمانية لنهائيات أمم أفريقيا بالجابون.. أما أنا فأكتبه قبل أن تبدأ نفس المباراة بساعات طويلة وقبل أن أعرف هل هى الفرحة ببلوغنا الدور قبل النهائى أم أصبحنا خارج البطولة.. وقد يرى الكثيرون أن هذا الإيقاع البطىء هو الأزمة الحقيقية لصحافة الورق الملتزمة والمحكومة بمواعيد محددة للطباعة، التى لم تعد قادرة على مسايرة عصر الديجيتال والصورة والخبر، حيث يعرف الناس ما جرى وقتما جرى دون حاجة لأى تمهل وانتظار.. ولست أوافقهم على ذلك.. فإن كنت لا أستطيع الكتابة عن مباراة مصر والمغرب قبل أن تبدأ.. فلدى كلام آخر أقوله، وقد يكون له مكانه وضرورته وسط فرحتنا بالفوز والتأهل، أو خسارتنا بعد الخروج من البطولة.. فنحن فى عام 2017.. وهذا يعنى مرور مائة عام على أحداث ووقائع كثيرة، ربما كان أهمها من وجهة نظر أهل الكرة فى بلادى هو المباراة الأولى بين الأهلى والزمالك فى تاريخ مصر، التى أقيمت منذ مائة سنة على ملعب الزمالك القديم، حيث دار القضاء العالى حاليا ونقابة المحامين والصحفيين.. وأتصور أن مائة سنة أهلى وزمالك حدث كروى يستحق التوقف والاهتمام والكتابة والقراءة أيضا.. هناك أيضا مائة سنة على الحرب العالمية الثانية، بعد أن شاركت فيها الولايات المتحدة وانضمت للحلفاء وأعلنت الحرب على ألمانيا.. وحيث باتت فواتير هذه الحرب التى يجب أن تسددها مصر فوق طاقة الكثيرين جدا.. الأسعار التى تضاعفت والغلاء الذى أفقر وأوجع الناس وسرق أحلامهم واستقرار أيامهم.. والاحتلال الإنجليزى الذى زادت غطرسته ومخاوفه أيضا من غضب الناس وثورتهم فألغى تراخيص حمل السلاح ومنع الكلام والتظاهر.. ولم تعد صحافة مصر وقتها قادرة على الاستمرار نتيجة غلاء سعر الورق، فباتت الصحف كلها تصدر فى صفحتين فقط، ووحده الأهرام قرر أن يصدر فى أربع صفحات، على أن يصبح سعره خمسة مليمات..

كما مضت أيضا مائة سنة على رفض الأمير كمال الدين خلافة والده السلطان حسين على عرش مصر رغم موافقة الإنجليز على ذلك.. ولهذا حين مات السلطان حسين فى نفس تلك السنة 1917.. لم يخلفه ولده كما كان السلطان يريد ويتمنى، إنما كان شقيقه أحمد فؤاد الذى أصبح سلطانا ثم ملكا على عرش مصر.. وهكذا لم يحكم السلطان حسين مصر إلا قرابة ثلاث سنوات، كانت كلها حرب وشقاء ومعاناة.. ولم يبق من زمن وعصر السلطان حسين إلا كرة القدم.. لا الجمعية الزراعية التى أسسها وأصبحت فيما بعد وزارة الزراعة.. أو الجمعية الخيرية الإسلامية التى رعاها بعد رحيل الشيخ محمد عبده.. وجمعية الإسعاف الخيرية التى كان ينفق عليها من ماله الخاص.. ومجلس الشورى الذى كان رئيسا له وأعطاه قيمته وضرورته.. وحدها بقيت كرة القدم تتذكر السلطان حسين.. سواء كانت بطولة الكأس السلطانية كأول بطولة كروية رسمية فى مصر.. أو المرة الأولى التى تشاهد فيها مصر مباراة بين الأهلى والزمالك.

 

المصدر 

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى