أعمدة

ياسر أيوب | يكتب : درس شرقاوى لمن يريد أن يخسر

%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%B1 %D8%A7%D9%8A%D9%88%D8%A8 1

عاد أمس إلى القاهرة فريق الهوكى بالشركة الشرقية للدخان فائزًا بكأس أفريقيا للأندية أبطال الدورى التى أستضافتها «كينيا» وفاز فريق الشرقية للدخان بالبطولة بعد تغلبه فى النهائى على فريق الشرطة الكينى، وبذلك أصبح الشرقية للدخان بطلاً لأفريقيا للعام الثانى على التوالى، حيث فاز أيضا ببطولة العام الماضى التى استضافتها زامبيا.

بالتأكيد يستحق فريق الشرقية للدخان كل تحية وتقدير وتكريم ولمسؤولى الشركة والفريق الشكر لنجاحهم فى المحافظة على مصرية هذه البطولة بعد تعثر بطلها التاريخى الذى كان فارسها ونجمها الأول وأقصد نادى الشرقية فى الزقازيق الذى كان قلعة الهوكى فى القارة الأفريقية كلها، لدرجة أن الاتحاد الدولى للهوكى قبل سنوات كان يريد تأسيس أكاديمية للعبة فى مدينة الزقازيق للتدريب وتبنى المواهب الكثيرة الجديدة مع دراسات وبحوث للوصول إلى سر تفوق أبناء هذه المدينة المصرية وتألقهم الدائم فى هذه اللعبة رغم قلة الإمكانات وغياب أى علم ودعم وتخطيط حقيقى، لكن المسؤولين فى نادى الشرقية عبر مجالس إدارة متتالية لم يكونوا يريدون إلا كرة القدم حتى تلحقهم أضواؤها وتأتيهم فرصة الحديث أمام الكاميرات وفوق أوراق الصحافة فلم يهتموا إلا بمحاولاتهم الدائمة للصعود بفريق الكرة لدورى الأضواء.

حتى حين صعد الفريق بالفعل فى بداية هذا الموسم كان المسؤولون وقتها هم الوحيدين على مستوى الدورى الكروى المصرى بمختلف درجاته الذين قرروا البحث عن راعى يعطونه أمور الفريق وكل شؤونه وقراراته واختياراته.. تجربة ثبت فشلها من قبل بصرف النظر عمن هو الراعى أو من هم المسؤولون وقتها.

لكنها كانت تعنى أن هناك فى النادى مسؤولين ليسوا مشغولين بهموم وواجبات مناصبهم أو البحث عن موارد وجهد الترتيب والاستعداد وخوض المشوار الصعب والطويل فقرروا منذ اللحظة الاولى البحث عمن يقوم بكل هذه المهام ويحمل هذه الهموم بالنيابة عنهم وارتضوا ألا يكونوا أصحاب قرار أو سلطة والتفرغ للتصريحات وأضواء الإعلام حين يفوز الفريق ولم يفز الفريق وتذيل جدول المسابقة بلا أمل أو طموح  ولم يأت الإعلام المنتظر إلا بحثا عمن تسبب فى هذه المشكلات والأزمات التى كان آخرها استقالة جديدة لمنير عقيل المدرب، لأن الراعى لا يريده هو وجهازه الفنى.. وفى نفس الوقت كان فريق الهوكى العظيم يتحول إلى أحد أندية الكومبارس فى البطولات الأفريقية لا يطمح أو يقدر على المنافسة فى بطولة عاشت سنين طويلة تحمل اسمه وتتجمل به سنة وراء أخرى.. درس ضرورى جدا تقدمه الزقازيق الآن لكل من يريد أن يخسر ويفقد كل شىء ، إن كان فى يديك شىء له قيمة فاتركه مهملا حتى يكسوه الغبار ويفسد مذاقه ورائحته وأجرِ بحثا عما لا تملكه وحين تملكه اتركه لغيرك يتصرف فيه كيفما يشاء لمجرد أنه يملك المال.. وهكذا يأتيك بسرعة اليوم الذى تدرك فيه أنك خسرت كل شىء، وللأسف لم تترك فرصة لأحد كى يتعاطف معك ويقدر ظروفك ومتاعبك لأنك لم تسمح لأحد بذلك وأفسدت كل شىء بإردتك واختيارك ولم تعُد تريد أن تنجح وتفرح.

المصدر

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى