أعمدةمقالات

ياسر أيوب | يكتب : دفعة 1986.. طب الزقازيق

ياسر أيوب

يجوز لى أحيانا الخلط بين الخاص والعام.. فأكتب مشاعر شخصية مسكونة بواحدة من القضايا الحقيقية التى قد تهم الكثيرين جدا.. ولا أظن أننى سأتعب كثيرا أو طويلا حتى أجد علاقة ما تربط بين علاج روى نداى، لاعب نادى ليوبارد الكونجولى، فى المستشفى الجوى بالتجمع الخامس، وبين أبناء وزملاء دفعتى لسنة 1986 بكلية الطب فى جامعة الزقازيق، الذين قرروا إقامة احتفال بعد غد فى الكلية يتجمع فيه من فرقتهم الأيام والسنون الكثيرة التى مضت.. فالحكايتان تتعلقان بالبالطو الأبيض الذى قد تكون له أخطاؤه أو حتى جرائمه، لكنه يبقى رغم كل ذلك ضحية للتجاهل والإهمال وعدم الاحترام أيضا.. فبإمكانى خلال خمس دقائق فقط ودون أى تعب تجهيز ملف ضخم عن أخطاء الأطباء فى مصر وفضائحهم وإخفاقهم.. لكننى لن أجد الكثير أو حتى القليل الكافى واللائق عن نجاحات أطباء مصر وقدرتهم وإنسانيتهم.. وحين أصيب نداى فى مباراة الزمالك وليوبارد بعد اصطدامه بالشناوى حارس مرمى الزمالك وسقوطه العنيف على الأرض.. اهتم الجميع فى مصر بإدانة أو تبرئة الشناوى رغم أنه بالفعل برىء تماما من تعمد أى أذى.. ثم اهتموا أيضا بلفتة إنسانية حقيقية ورائعة حين أرسل الرئيس السيسى للاعب باقة ورد، حملها إليه فى المستشفى خالد عبدالعزيز وزير الرياضة.. وقرار الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، بعلاج اللاعب على نفقة القوات المسلحة.. اهتمام إدارة الزمالك برئاسة مرتضى منصور باللاعب ورعايته وأسرته.. لكن لم يتوقف أحد أمام الدكتور صلاح عبدالخالق، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة عين شمس.. الطبيب المصرى الذى عالج اللاعب، وبفضل الله أنقذه من شلل رباعى وجروح وإصابات أخرى كادت تودى بحياته.. وما قام به الدكتور صلاح فى غرفة العمليات كان نجاحا طبيا حقيقيا لا يقل مطلقا عن أداء أكبر وأشهر أطباء العالم كله فى هذا المجال.. تماما مثلما نبقى طول الوقت على استعداد للحديث الصاخب عن فضائح الإسعاف وإهمال رجاله وعدم استعدادهم.. لكن حين ينجح رجال الإسعاف فى ملعب الدفاع الجوى بمنتهى الكفاءة والاقتدار على نقل لاعب مصاب فى العمود الفقرى بالشكل المثالى الصحيح حتى المستشفى.. وبكل هذه المعانى والمشاعر سأذهب بعد غد لاحتفال أبناء دفعة 1986 بطب الزقازيق.. زملاء العمر القديم وشركاء أحلام الطب والحياة الذين لم أر معظمهم منذ تسعة وعشرين عاما.. زملاء لهم أيضا نجاحاتهم الطبية والأكاديمية، لكن لا أحد كالعادة يهتم بذلك.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى