أعمدة

ياسر أيوب | يكتب : سيادة الرئيس.. رئيس النادى

ياسر أيوب

لم تكن تجربة ماوريسيو ماكرى هى الأولى فى تاريخ العلاقة بين السياسة وكرة القدم.. هى فقط الأولى فى الأرجنتين، حين تحول ماكرى من رئيس لنادى بوكاجونيورز الكبير والشهير، ليصبح منذ يوم الأحد الماضى رئيساً للجمهورية.. واستقبلت الأرجنتين رئيساً جديداً استمد أهم خبراته الإدارية وحقق أول وأكبر نجاحاته حين كان رئيساً لواحد من أقدم وأشهر أندية كرة القدم فى الأرجنتين وأمريكا اللاتينية.. تجربة سبق أن عاشت مثلها مصر عام 1922، حين أصبح عبدالخالق باشا ثروت رئيساً لحكومة مصر قادماً من رئاسة النادى الأهلى.. وعاش عبدالخالق باشا ثروت هذه التجربة بشكلين مختلفين.. ففى المرة الأولى جمع بين رئاسة الأهلى ورئاسة الحكومة، وكان وقتها رئيساً للأهلى منذ ست سنوات، وأصبح أصغر من تولى رئاسة الحكومة المصرية وهو فى التاسعة والأربعين من العمر..

وفى المرة الثانية تولى عبدالخالق باشا رئاسة الحكومة المصرية عام 1927، بعد أن ترك رئاسة الأهلى لجعفر باشا والى، الذى كان وكيلاً للنادى الأهلى ووزيراً للأوقاف، ثم أصبح رئيساً للأهلى ووزيراً للحربية، إلى جانب أنه أول رئيس لاتحاد كرة القدم فى مصر.. وفى إيطاليا جاء سيلفيو بيرلسكونى لرئاسة الحكومة بعد أن أصبح رئيساً لنادى الميلان، وكان نجاح بيرلسكونى فى استعادة الميلان لبريقه وأمجاده وانتصاراته القديمة هى اللافتة الكبيرة التى حملها بيرلسكونى وسار بها من كرة القدم إلى البرلمان الإيطالى ثم رئاسة الحكومة فى روما.. وقد توقف الجميع أمام ما قاله ماوريسيو ماكرى يوم الإثنين الماضى فى أول مؤتمر صحفى له كرئيس للبلاد.. فالرئيس الجديد أطال الحديث عن نادى بوكاجونيورز.. وعن كرة القدم التى أدارها لمدة اثنتى عشر سنة وحقق فيها ومعها كل نجاحاته الكبرى.. لم يخجل الرئيس الجديد من ارتباطه بكرة القدم، ولم ينكر أنها كانت مدرسته الأولى والحقيقية.. فقد تسلم ماكرى رئاسة النادى عام 1995 وأعاد بناء فريق النادى لكرة القدم، وكان من أهم نجاحاته إقناع النجم الكروى الأكبر فى العالم، دييجو مارادونا، ليعود إلى بوكاجونيورز ابن هذا النادى أصلاً.. وعاد مارادونا إلى النادى ولعب له آخر موسمين له كلاعب كرة قبل الاعتزال.. وفاز بوكاجونيورز مع ماكرى باثنتى عشر بطولة مختلفة، سواء كانت دورى وكأس أو كأس أمريكا اللاتينية أو الإنتركونتيننتال التى أصبحت اليوم بطولة العالم للأندية.. واكتشف الأرجنتينيون فى الأيام القليلة الماضية أن رئيسهم الجديد لا يبتسم بحب وثقة إلا حين يتحدث عن كرة القدم، التى تبقى هى حكايته الأكبر والأجمل، رغم أنه بعدما ترك البوكاجونيورز أسس حزبا سياسيا، وأصبح نائبا فى البرلمان وأدار العاصمة بوينس أيرس.. وبات الأرجنتينيون اليوم يحلمون بمستقبل أفضل قد تأتيهم به كرة القدم، التى سبق أن أهدتهم فرحة الفوز بكأس العالم ثم أكبر نجمين فى عالم كرة القدم.. مارادونا وبعده ليونيل ميسى.. ثم رئيس جديد لبلادهم.. وطالب أحد الصحفيين الرئيس الجديد باستعادة القوة والكبرياء والاستقرار للبلاد، مثلما نجح ماكرى قبل أشهر قليلة من استعادة النجم الكبير كارلوس تيفيز من أوروبا.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى