أعمدة

ياسر أيوب| يكتب..لدىّ أقوال أخرى بالأحمر والأبيض

ياسر-أيوب

أكتب هذا قبل أن تبدأ مباراة القمة بين الأهلى والزمالك التى لا أعرف ولا يمكننى توقع نتيجتها.. لكننى أعرف وأحترم قوانين كرة القدم الصارمة التى لا تسمح مطلقا إلا بفوز فريق واحد فقط وخسارة الآخر أو تعادل الاثنين.. ويا ليتها كانت تقبل وتسمح بأن يخسر أو يفوز الفريقان معا بنفس المباراة..

وليس معنى أن أكتب قبل المباراة ونتيجتها أنه ليست لدىّ أقوال أخرى سواء كانت بالأحمر أو الأبيض.. فأنا على سبيل المثال سعيد بتضامن ألتراس الأهلى مع الوايت نايتس فى وقفتهم، أمس الأول، لتأكيد وفائهم لشهداء مأساة الدفاع الجوى..

فهذا التضامن يعنى أن هناك قضايا ومشاعر وحقوقا يراها أعضاء ألتراس الأهلى والوايت نايتس أهم من مجرد الانتماء وحب الأهلى أو الزمالك والتعصب الأعمى أو الأحمق لهما.. وأتمنى مخلصا أن يدوم ذلك، وأن يكون قادة وأعضاء ألتراس الأهلى قاموا بهذا التضامن وهم صادقون ومقتنعون بالفعل.. وبالتالى لا نرى صدامات بين الجماعتين مرة أخرى بسبب لاعب أو نتيجة مباراة.. لا نرى محاولات لإيذاء أو حرق أى مشجع أبيض أو أحمر، ولا نلمح أى دماء جديدة فوق أسفلت الشوارع وأسمنت الملاعب نتيجة تشجيع الأهلى أو الزمالك.. مشهد آخر استوقفنى ولدىّ بشأنه أقوال أخرى مهمة.. فالوايت نايتس الذين طالما تغنوا بعشق الزمالك وأن كيان الزمالك فوق كل وأى شىء أو أحد..

قرروا فجأة، أمس الأول، تناسى مباراة شديدة الأهمية والحساسية، ووقفوا قبلها بأربع وعشرين ساعة فقط فى حديقة الفسطاط يهاجمون رئيس ناديهم ويطالبون بقتله ولا يكترثون إن كان صراخهم الغاضب والحزين سيؤثر على تماسك فريقهم واستقراره قبل مباراته المهمة أمام الأهلى أمس..

كأن الوايت نايتس، أمس الأول، لم تكن تعنيهم النقاط الثلاث وترتيب الزمالك فى جدول المسابقة وفوزه أو خسارته أمام الأهلى إنما باتت تعنيهم الحقوق والعدالة والحساب والنظام.. وهى نقطة تحول بالغة الأهمية والدلالة فى فكر ومسار الوايت نايتس وكثير من جماعات الألتراس.. نقطة تحول قد يراها البعض سلبية أو إيجابية لكننى شخصيا أشكر الوايت نايتس عليها.. لا أشكرهم على تهديدات القتل لكن أشكرهم على هذا التحول الذى يعنى فى النهاية انتهاء خرافة ووهم أن الزمالك.. والأهلى أيضا..

ليسا فوق أى نظام أو قانون.. وأنه لم يعد من حق هذه الجماعات ادعاء أنهم وحدهم هم أصحاب الأهلى أو الزمالك.. وأنهم بحبهم للأهلى والزمالك معفيون من أى مساءلة، وأنهم أكبر من أى سلطة، وأقوى من أى نظام، وفوق أى حساب أو عقاب.. انتهى الآن هذا الوهم ولم يعد بإمكان أى أحد الآن ومستقبلًا أن يطالب بعدم مساءلته أو محاسبته لمجرد أنه يريد الفوز لناديه..

فقد تعلمنا كلنا الآن أنه لا شىء أهم من استعادة الحقوق والمحافظة على العدل حتى لو كان فوزا كرويا للأهلى أو الزمالك.. وأن قادة وأعضاء الألتراس والوايت نايتس أصبحوا كلهم مثلنا، وعرفوا واعترفوا بأن هناك فى حياتنا ما هو أغلى وأهم من كرة القدم وأنديتها وألوانها.

 المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى