أعمدة

ياسر أيوب | يكتب : وداع لم يكن يستحقه مبروك

ياسر أيوب

كنت متعاطفا معه منذ البداية، مؤيدا لبقائه مديرا فنيا للنادى الأهلى حتى نهاية الموسم الجديد.. كانت تسعدنى انتصاراته التى رأيتها فى وقتها انتصارا للعشاق الحقيقيين البسطاء الذين لا يلتفت إليهم أحد.. أولئك الذين يعطون دائما بمنتهى التفانى والإخلاص والاجتهاد دون صراخ وصخب واستعراض ودق طبول.. وكنت على استعداد لأن أقبل خسارته للدورى والكأس أيضا فقط لو بقى فتحى مبروك الذى كان.. العاشق الحقيقى الذى ليس طامعا فى شىء، ولن تكسره أى رغبات وأحلام.. لو لم يتنازل يوما بعد يوم عن كل حقوقه وعن مكانته لمجرد أن يبقى.. وليس صحيحا أن مبروك ترك منصبه بعد قرار مجلس الإدارة، أمس الأول، بإسناد المهمة لعبدالعزيز عبدالشافى.. فلم يكن الذى رحل، أمس الأول، هو مبروك الذى تسلم المهمة سابقا ولأكثر من مرة محققا نجاحات وانتصارات ومتحملا سخافات وإساءات لا أول لها أو آخر.

فتحى مبروك الحقيقى استقال بمحض إرادته يوم سمح لإدارة ناديه بأن تتولى حسم خلاف وقع بين وائل جمعة وحسام غالى، وانتهى بالإطاحة بوائل جمعة.. ثم حين بدأ يسمع مثلنا عن خلافات بين لاعبى الفريق أو مشاكل تتعلق بالقيد وانتقاء الجدد والاستغناء عن القدامى دون أن يكون هو صاحب أى قرار أو يبدى أى ثورة وغضب لتجاوز الجميع لسلطاته كمدير فنى مفترض أنه الرئيس الأعلى لكل ما يخص الفريق الأول لكرة القدم..

وكان صمت مبروك وقبوله لكل هذه التجاوزات العبثية هو السبب الحقيقى فى هزائم الأهلى.. فالأهلى لم يخسر أمام الزمالك أو أورلاندو فنيا وتكتيكيا.. إنما خسر الأهلى لسببين.. الأول هو فقدان المدير الفنى لسيطرته على لاعبيه فانفرط عقد الفريق كله.. والسبب الثانى هو فقدان اللياقة البدنية لأنه لم يعد مسموحا لفتحى بممارسة مهامه كمدير فنى بشكل كامل وصحيح.. والمزعج حقا هنا هو أن يقال دائما إن المدربين المصريين لا يصلحون للأهلى والزمالك ولابد من الخواجات.. مع أن تفسير ذلك فى غاية البساطة، وهو أن الإدارة فى الأهلى أو الزمالك لا تستأسد إلا على المدرب المصرى الغلبان وتظل تعامله على أنها تنازلت وجاملته واختارته..

بينما نفس الإدارة لا تجرؤ على معارضة الخواجة أو التدخل فى شؤونه واختصاصاته.. وكنت أتمنى أن يستقيل مبروك حين بدأت محاولات تهميشه ولا يبقى حتى النهاية ليخرج يملأ الدنيا حديثا عن المؤامرة والذين تآمروا عليه فى الأهلى.. فلم يكن الرجل يستحق مثل هذه النهاية أو هذا الخروج.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى