عقارات

وزير الإسكان: 2.2 مليون نسمة حجم الزيادة السكانية السنوية

الإسكان يُعلن خبر سار للحاجزين بوحدات الإسكان الاجتماعي

 

كتب | أحمد الدويري

تشهد الدولة حالياً طفرة إنشائية غير مسبوقة مدفوعة بالحجم الهائل من المشروعات القومية التى تتبناها الدولة، وهو ما ضاعف من الجهد المبذول من وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، بصفتها الذراع التنموية الرئيسية لتحويل مخططات الدولة من مجرد أفكار على الورق إلى واقع ملموس.

حيث أكد الدكتور «مصطفى مدبولي» وزير الإسكان أهمية دعم جهود تصدير العقار المصرى للخارج، لما له إيجابيات اقتصادية عديدة على رأسها زيادة مصادر النقد الأجنبى من العملة الصعبة، وإلى نص الحوار.

مشيراً إلى أن الوزارة تركز خلال الفترة المقبلة على ملف تصدير العقارات، لما له من إيجابيات عديدة على سوق العقارات المصرية، بالإضافة إلى كونه أحد الروافد المهمة للعملة الصعبة، نسعى لخلق آليات للتعاون مع شركات التطوير العقارى الجادة للمشاركة فى المعارض الدولية، والتى تُقام فى عدة دول، أو من خلال ترتيب اللقاءات مع المسئولين الأجانب، مثل اللقاء الأخير الذى عقدته مع ستيفان روماتين، سفير فرنسا بالقاهرة، لبحث أطر التعاون المشترك، وكذا فرص الاستثمار بالمدن الجديدة، وعرض السفير الفرنسى خلال اللقاء تنظيم زيارة وفد من المكاتب الاستشارية، والمستثمرين الفرنسيين، قريباً لمصر، للاطلاع على الفرص الاستثمارية فى المدن الجديدة، خاصة فى ظل النهضة العمرانية التى تشهدها مصر حالياً.

وعلى الوزارات المختلفة بالدولة العمل على منح تسهيلات للمطورين العقاريين للمشاركة فى المعارض العقارية الدولية، لدعم تسويق المشروعات العقارية، أو منح تسهيلات للمطورين الأجانب لضخ استثماراتهم فى السوق المحلية، والمستثمر الأجنبى عندما يأتى لمصر سيأتى بقاعدة عملائه.

وتابع: أخذت الحكومة الحالية بما فيها وزارة الإسكان على عاتقها الدخول فى سباق زمنى مع مشروعات التطوير والتنمية، ففى عام 2014 وعندما أجريت دراسات على السوق العقارية المصرية وجدنا عجزاً يعادل مليون وحدة سكنية، علاوة على حوالى 850 ألف نسمة أخرى يقطنون فى مناطق غير آمنة أو غير إنسانية، وعندها بدأنا التفكير فى توفير مشروعات سكنية وعمرانية تستوعب الكثافات السكانية الحالية والمستقبلية.

كما أن الدولة كانت تواجه عدداً من الأزمات الأخرى، مثل أزمات مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء والطرق، وبلغت نسبة تغطية مرفق الصرف الصحى بالقرى 10 %، وهو ما زاد من أهمية دخول الدولة بقوة لتوصيل الصرف الصحى لجميع قرى مصر وفق خطة طموح للغاية، وبالفعل تم الانتهاء من حوالى 700 مشروع  محطات مياه شرب وصرف صحى منذ عام 2014.

هذه الحالة من التشوه العمرانى زادت فى أعقاب ثورة 25 يناير، وشهدنا خلال هذه الفترة والسنوات التالية لها تزايد معدلات الزحف العمرانى، وتآكل الأراضى الزراعية بصورة غير مسبوقة.

وعندها بدأت الحكومة فى صياغة ملامح إستراتيجية مصر 2052 لوضع حلول جذرية لهذه التحديات العمرانية، وكان أهم محددات هذه الإستراتيجية مضاعفة المساحة المعمورة من 7 % وهى الحالية إلى 12 أو 14 % على الأقل خلال الأربعين عاماً المقبلة، بحيث تصبح أول خطوة فى القرن الـ 22 توسع مساحة العمران فى مصر واستعياب الزيادة السكانية السنوية والبالغة حوالى 2.2 مليون نسمة، ومن المخطط إحداث التوزان بين الارتقاء بمستوى الخدمات بالمدن القائمة والمدن المستقبلية أى ليس فقط إقامة مدن ومجتمعات عمرانية جديدة، بل حل المشكلات المتراكمة التى تواجه العمران فى المدن القديمة والمحافظات، أى يتم السير فى الاتجاهين لحل المشكلات، فتم تنفيذ أعمال تطوير الطرق والمناطق غير الأمنة ومشروعات المياه والصرف الصحى .

وأضاف بالنظر إلى ماتم تنفيذه فى هذا الصدد منذ 2014 فقد تم تبنى العديد من البرامج لتوفير الوحدات السكنية وسد الفجوة، فبرنامج الإسكان الاجتماعى تم، وجار تنفيذ حوالى  600 ألف وحدة سكنية فى مختلف المدن والمحافظات، وهو برنامج لشريحة محدودى الدخل.

وتم تبنى برنامج آخر لشريحة متوسطى الدخل، وهو مشروع «دار مصر» ويستهدف إنشاء 150 ألف وحدة سكنية، تم تنفيذ أكثر من نصفها إلى الآن، ويجرى تسليم بعض الوحدات ومؤخرا تم إطلاق برنامج جديد يستهدف الشريحة التى تقع بين محدودى ومتوسطى الدخل، وهو مشروع «سكن مصر» وتم طرح المرحلة الأولى وعددها 40 ألف وحدة سكنية تقدم إليها، وقام بسداد مقدمات الحجز لها 70 ألف مواطن، مما يعكس الطلب الحقيقى والاحتياج للوحدات السكنية، والدولة ركزت من خلال البرامج المتنوعة على تلبية احتياجات شرائح محدودى ومتوسطى الدخل، وهم غالبية الشعب المصرى والتى تتطلب تدخلا ودعما من الدولة لتلبية احتياجتهم.

كما تقوم الوزارة بمضاعفة المساحة المعمورة، من خلال تنفيذ 14 مدينة جديدة وظهرت مدن على أرض الواقع مثل العاصمة الإدارية وامتداد الشيخ زايد و«توشكى» و«ناصر» وحدائق أكتوبر، وغيرها، كما تم التركيز على رفع كفاءة وخدمات مدن المجتمعات العمرانية القائمة، مما انعكس على توجه الكثافات السكانية إليها مؤخرا، والتى كانت مسماة فى السابق بمدن أشباح أصبحت تستوعب حاليا 7 ملايين نسمة أى مايعادل 20 % من سكان مصر.

وأكد أنه لم تهمل الوزارة احتياجات القطاع الخاص من الأراضى، فقد تم طرح مساحات كبيرة من الأراضى على القطاع الخاص، لتنفيذ مشروعات كبرى تسهم فى سد احتياجات شرائح أخرى من الشعب المصرى، بل إن ما تم طرحه من الأراضى منذ 2014 يعادل 4 إلى 5 أضعاف ماتم طرحه خلال السنوات السابقة.

وكان آخر هذه الطروحات منذ أسبوعين تقريبا،ً فقد طرحت هيئة المجتمعات العمرانية 43012 قطعة أرض سكنية (إسكان اجتماعى – إسكان متميز – إسكان أكثر تميزاً) كمرحلة تكميلية، للحاجزين بالمرحلة الأولى، والتى تم خلالها طرح 24024 قطعة أرض سكنية بمساحات بين 209 و1500م2، فى الفترة من 6 – 8 وحتى 29 – 8 – 2017 ، ولم يوفقوا فى الحصول على قطعة الأرض عن طريق القرعة العلنية، ولم يسحبوا مبلغ جدية الحجز.

وتهدف الوزارة من التوسع فى طرح الأراضى، محاربة المتاجرة بالأراضى، كما أن خطة الطرح مستمرة، لتوفير أكبر عدد من الأراضى كاملة المرافق، فى مختلف المدن الجديدة، لتحقيق رغبة المصريين من مختلف شرائح المجتمع فى تملك الأراضى، وللإسراع فى تنمية المدن الجديدة، وتوفير فرص عمل من هذه المشروعات.

وتابع قائلاً:  شرعت الوزارة فى تنفيذ 70 ألف وحدة سكنية لسكان المناطق غير الآمنة، ويتم التنسيق مع المحافظات حاليا لتنفيذ 45 إلى 50 ألف وحدة أخرى لحل تلك المشكلة،

كما بدأت الوزارة فى إزالة أولى عمارات «مثلث ماسبيرو»، لتنفيذ مخطط تطوير المنطقة، وذلك بعد أن تم تعويض 936 أسرة، من ساكنى المنطقة، ما بين تعويضات نقدية وتسكين فى منطقة الأسمرات، فضلا عن أنه تم توقيع تعهدات عن طريق محافظة القاهرة للراغبين فى البقاء بالمنطقة، للخروج مؤقتا لحين انتهاء التطوير، مع تسليمهم شيكات بقيمة إيجارات مقدما لمدة 12 شهرا، لحين بناء العمارات، يستغلونها فى تأجير وحدات سكنية، وذلك للاستمرار فى إخلاء المنطقة والمساعدة على التنفيذ، أسوة بما تم فى منشأة ناصر.

وأكد العاصمة الجديدة هى واحدة من المدن الجديدة التى تضمنها المخطط الإستراتيجى 2052 والذى يهدف إلى استغلال الموقع الإستراتيجى والمميز لمصر ووقوعها على شواطىء ساحلية، وبخلاف العاصمة الجديدة ، تم تنفيذ مدن العلمين الجديدة وشرق بورسعيد والمنصورة الجديدة .

ولكن ما يميز العاصمة الإدارية أنها تعد بمثابة إنجاز غير مسبوق وطفرة حققها قطاع البناء والتشييد فى توقيت زمنى قياسى سيجعلها علامة مضيئة، وقد جاءت فكرته كمدينة للمستقبل تستوعب الكثافات السكانية، وتم الحرص فى تصميمها على إنشاء نهر أخضر، مثلما تتسم العاصمة الأم بوجود نهر النيل، ويشمل النهر الأخضر مجموعة من البحيرات والحدائق ويربط  أحياء المدينة .

وتشمل العاصمة 20 حيا سكنيا بطاقة استيعابية  6.5 مليون نسمة، ومطار دولى وشبكة طرق رئيسية تصل أطوالها إلى  550 ألف كم وشوارع عريضة لم تشهدها مصر من قبل، لافتا إلى الاهتمام بمنظومة النقل، فتم الاتفاق على تنفيذ القطار المكهرب ويجرى إعداد  الدراسات لإقامة «  منوريل » يربط بين مدينة نصر مرورا بالقاهرة الجديدة حتى العاصمة، وهناك  «كونسريتوم» محلى ودولى لإعداد تلك  الدراسات، تمهيدا لبدء التنفيذ كما يتم بالتنسيق مع وزارة النقل إعداد الدراسات لتنفيذ  القطار فائق السرعة لأول مرة ويربط مناطق التنمية ببعضها .

وتضم المرحلة الأولى من العاصمة 40 ألف فدان، تم وضع مخططها العام وتحوى عددا من الأحياء السكينة والحى الحكومى، ومناطق أنشطة جامعات ومدارس، وترتبط مختلف المناطق والأحياء بالنهر الأخضر، ليصبح بقلب كل منهم  كما توجد مدينة الفنون والثقافة، ومنطقة المال والأعمال، والتى تشمل أبراجا بارتفاعات غير مسبوقة، والحى الدبلوماسى،  كما يشمل الجزء الخاص بتجمع محمد بن زايد 6 أحياء .

وبدأت «الإسكان» تنفيذ المرحلة الأولى فى مايو 2016 أى أن هناك 17 شهرا فقط تم خلالها إنجاز جزء كبير من أعمال المرافق والبنية الأساسية، كما تم إنجاز جزء كبير من الحى السكنى «ار 3» والذى يضم حوالى  25 ألفا و400 وحدة سكنية بمختلف المساحات، ومنطقة فيلات ومناطق خدمات من مسطحات خضراء، ولاند سكيب ومسار دراجات، وتم تنفيذ الأعمال وفقا للمخطط الذى تم عرضه على الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتمت الموافقة عليه لينفذ التصميم على أرض الواقع، على أن يصبح كل حى سكنى له سمة مميزة .

وتم البدء فى خدمات الحى السكنى الأول من مدارس ومكتب بريد، وسيتم الانتهاء منها نهاية 2018 وقد تم تنفيذ الفيلات بالحى فى منتصف يوليو، وخلال شهر سيتم تنفيذ وتشطيب نموذج منها.

كما يتم حالياً تنفيذ النهر الأخضر والواحة، ويشتمل على خدمات متنوعة، منها مكتبة ومناطق تجارية ويبلغ طوله  35 كم والمرحلة الأولى 14كم و3 مناطق تضم مجموعة كبيرة من الحدائق ومنها حديقة حيوانات، بالإضافة إلى الملاهى والمطاعم والسينمات والفنادق والمستشفيات،  والخدمات الترفيهية، ومسرح كبير مكشوف وخدمات مختلفة.

وأشار مدبولي: وقعنا على عقد مع إحدى الشركات الصينية الكبرى لتنفيذ منطقة الأبراج، والتى تشتمل على 20 برج منها أطول برج فى أفريقيا بارتفاع 345 مترا وسيتم الانتهاء منه خلال 2020 وعقب الانتهاء من تنفيذ مليون و700 ألف متر مبان، إلى جانب الخدمات بالعاصمة .

وسيتم تنفيذ مدينة الفنون والثقافة بالشراكة بين وزارتى الدفاع والإسكان، ومن المقرر تنفيذها خلال 30 شهراً، وتضم (قاعة احتفالات كبرى تستوعب 2500 شخص مجهزة بأحدث التقنيات – المسرح الصغير بقاعتين تستوعبان 750 شخصا للعروض الخاصة – مسرح الجيب ويستوعب 50 شخصاً ومسرح الحجرة – مركز الإبداع الفنى لشباب المبدعين – قاعة عرض سينمائى مرتبطة بالأقمار الصناعية، وثلاث قاعات للتدريب – استوديو تسجيل صوتى مجهز بأحدث التقنيات – متحف تاريخ الأوبرا، ومتحف مفتوح للفن الحديث – مكتبة موسيقية ومكتبة مركزية تسع 6000 شخص – ومدينة الفنون.

وبالنسبة للمدن الجديدة أكد: تعد العلمين الجديدة، مدينة متكاملة تعمل طوال العام، وستنهى على فكرة الساحل الشمالى مجرد مصيف، وتحتوى المدينة على منطقة صناعية، وأحياء سكنية، وجامعات، ومنطقة ساحلية سياحية، بل إن المدينة تضم 5 آلاف وحدة إسكان اجتماعى ومتميز كمرحلة أولى بالمدينة، منها 2000 وحدة يتم تشطيبها حالياً، ومن المقرر أن تستوعب المدينة من 3 : 4 ملايين نسمة بعد الانتهاء من تنفيذها.

وبالفعل تم الانتهاء من تنفيذ كم من الكورنيش الذى سيتمتع به جميع المصريين، أن هناك، كما ستشهد المنطقة الساحلية تنفيذ عدد من الفنادق السياحية التى توفر نحو 20 ألف غرفة فندقية تعمل على مدار العام، كما أن هناك منطقة صناعية تقدر بنحو 9 آلاف فدان، وتم البدء فى تنفيذ أعمال الطرق بها، ويتم حالياً التنسيق مع المستثمرين الصناعيين لبدء العمل بها.

وبدأت الوزارة خطوات إنشاء أول جامعتين بالمدينة، متضمنة جميع المبانى الخدمية اللازمة لسكان المدينة، كما أن منطقة الكورنيش، ستضم ممشى سياحيا، وحارات للدراجات، ومطاعم، وكافيهات، وملاعب للكرة الطائرة والتنس.
ومن المقرر أن تضم العلمين الجديدة، محطة تحلية مياه بطاقة 150 ألف م3/ى، كما تم البدء فى تنفيذ محطة الصرف الصحى بطاقة 100 ألف م3/ى، ويتم حالياً تنفيذ الطرق الداخلية بالمدينة، كما تم الانتهاء من تنفيذ الطريق البديل للطريق الساحلى، بطول نحو 38 كم، من طريق وادى النطرون العلمين وحتى سيدى عبدالرحمن، والذى نفذته شركة المقاولون العرب، ويبلغ عرض الطريق 5 حارات فى كل اتجاه، بخلاف حارتى الخدمة، وتم تشغيل الطريق،  ويتبقى بمخطط هذا الطريق نحو 10 كم، من تقاطعه مع طريق وادى النطرون العلمين، وحتى بوابة 1 لمارينا، على الطريق الساحلى الإسكندرية – مطروح، وتم البدء فى تنفيذها، ومن المقرر تنفيذ 3 أعمال صناعية بالطريق.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى