رمضانيات

بالفيديو.. عمرو خالد يوضح الفرق بين البدعة والإبداع

عمرو

 

استنكر الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، الفهم الخاطئ لدى البعض الذي يربط بين مفهوم البدعة، وكل أمر مستحدث، قائلا: «هم يعتقدون أن كل مستحدث مخالف للشرع والدين، حتى صار بنظرهم كل شيء بدعة، سواءً في سلوك المسلمين، أو في عاداتهم، (حرام)، لأنهم يرون أن أي عمل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في حياته فهو بدعة وضلالة لا يجوز فعلها».

وأضاف «خالد»، خلال برنامجه «الإيمان والعصر.. طريق للحياة»، المذاع على قناة «إم بي سي مصر»، السبت، أن «هؤلاء يصورون الإسلام على أنه ضد الحياة، أو أنه يرفض تطوراتها، ولايساير متغيراتها»، موضحًا أنه لابد من عقلية فارقة تفرّق بين عصر النبي، وحياته صلى الله عليه وسلم».

وتابع: «من يريد أن يعيش عصر النبي الآن، فإنه يوقف إرادة الله في التغيير، خاصة في قوله تعالى (كل يوم هو في شأن)، وبالتالي فهو يوقف التطور أما حياة النبي فهي منهج لجميع الناس».

وأكد الداعية الإسلامى، أن «المقصود بالبدعة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)، هو كل ما خالَف أُصول الشريعة، أو أمرًا قطعيًا في الدين، مثل أن تصلي العشاء خمسًا من باب الزيادة للثواب مثلا؛ فهذا مخالف لأصول الشريعة أو أن تصلي صلاة الجمعة يوم الثلاثاء فهذا مخالف لأمر قطعي في الدين، وهكذا يصغر مفهوم البدعة جدًا فلا تصادم الحياة».

وذكر نماذج من مواقف النبي، ومنها أنه ترك الخطبة بجوار جذع شجرة وخطب على المنبر، ولم يفهم الصحابة أن الخطابة على المنبر بدعة ولا حرام، فقاموا بصنع منبر له صلى الله عليه وسلم، مضيفًا: «الرسول استحسن قول رجل أثناء الصلاة (سمع الله لمن حمده)، فقال الرسول وراء الرجل: (ربنا ولك الحمـد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه)، فلما انصرف قال: (من المتكلم). قال (أنا)، فرد الرسول (رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها، أيهم يكتبها أولا)».

وأشار إلى تخصيص الله ثواب لمن يقدم شيئًا جديدًا غير مسبوق للخير والإصلاح، فقال الرسول: «مَن سنّ سُنّة حسَنة كان له أَجرُها وأَجرُ مَن عَمِلَ بها، مَن سَنَّ سُنّة سيئة كان علـيه وِزْرها ووِزْر مَن عَمِلَ بها».

ولفت إلى قول عمر بن الخطاب: «نعمتِ البِدْعةُ هذه»، عندما جمع الناس على صلاة التراويح وسَماها بدعة ومدَحَها؛ مع أن النبي، لـم يَسُنَّها لهم، كما زاد عثمان بن عفان أذانًا ثانيًا يوم الجمعة، وجمع القرآن على الترتيب الذي عليه المسلمون حتى اليوم، ونقط يحيى بن يعمر المصاحف، ووضع أبي الأسود الدؤلي قواعد النحو بعد استشارة علي بن أبي طالب، قائلا: «الصحابة والتابعين كانوا أصحاب عقليات فارقة بين البدعة المذمومة وبين الإبداع للخير والإصلاح فأبدعوا علوم كثيرة لم تكن على عهد النبى».

وتابع: «يجب أن نتأسى بهم وأن نكون أوسع عقلا وأرحب صدرًا مثلهم، وأن ننظر إلى مفهوم البدعة من منظورهم، بأنها لا تعني بالضرورة مخالفة الشريعة، أو ثوابت الإسلام، فهناك الكثير من الأمور الحسنة التي يجب أن نتغافل عنها، ونعمل من خلالها على أن نفيد ديننا ودنيانا».

 

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى