أخبار العالم

القصة الكاملة لمقتل محمد: قُتِل دفاعًا عن شقيقته بعين شمس

%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9 %D9%84%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84 %D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF %D9%82%D9%8F%D8%AA%D9%90%D9%84 %D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%8B%D8%A7 %D8%B9%D9%86 %D8%B4%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%AA%D9%87 %D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%86 %D8%B4%D9%85%D8%B3

صحابي اتكاتروا عليا وقتلوني غدر يا أمي”.. آخر كلمات رددها الشاب محمد جمال بين يدي أمه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد تلقيه طعنة غدر من صديقه وآخرين بمنطقة عين شمس.

أنهت طعنة “مطواة” من صديق العمر “أحمد بصلة” حياة محمد، طالب الفرقة الثانية بكلية الحقوق، إثر ضرب المجني عليه للمتهم في وقت سابق على خلفية قيامه بمعاكسة شقيقته، فقرر الانتقام منه.

دامت العلاقة الطيبة بين المتهم “أحمد بصلة” وأسرة المجني عليه، حيث ربطت الصداقة بين الشابين وجمعهم العمل في “النقاشة” مع جمال والد القتيل.

“كنا بنعتبروا واحد مننا، لكنه خان العيش والملح وحرمة البيت”، تحكي والدة المجني عليه مغالبة دموعها، وتضيف “من 15 يوم، المتهم أحمد حاول يكلم بنتي على فيسبوك ويلاحقها في الشارع ويعاكسها، ومقولناش لمحمد، يمكن يتعدل”.

بوجه شاحب يكسوه الحزن، قالت الطالبة الجامعية “أنا مردتش على رسايل أحمد وعملتله بلوك، لإني عارفة إنه بتاع بنات، وحاول يرتبط بصحبتي قبل كدا لكن رفضته، وخوفنا نقول لمحمد عشان المشاكل”.

تقدّم المتهم للزواج من شقيقة صديقه، لكن الأم رفضت من فورها، لعلمها بسوء سلوكه وكثرة مشاكله، بالإضافة إلى رغبتها في إكمال دراستها الجامعية، وتم التكتيم على ما حدث.

قبل خمسة أيام من الحادث، وسط جلسة سمر بين الصديقين بمنزل المجني عليه، استغل المتهم غياب صديقه في إحضار “كوبين” من الشاي، وتفحص هاتفه باحثا عن رقم هاتف شقيقته، وسجّله على هاتفه، لكنّ الأخير باغته بسؤال حول إضاءة هاتفه، فنفى علمه بالسبب.

“رقم تليفون أختك واسمها منشور على صفحة بصلة صاحبك على الفيس بوك”، رسالة من صديق محمد قبل الحادث بيومٍ واحد، أشعلت غضبه نحو صديقه، وذهب لمعاتبته على سرقة الرقم من هاتفه، والتشهير بشقيقته ونشر رقم هاتفها على الإنترنت.

قال المتهم للمجني عليه “هو مفيش غير أختك اللي اسمها.. فيه مليون اسم غيرها”، فتعدى عليه محمد بالضرب حتى لا يتعرض لشقيقته الصغرى مرة أخرى، قاطعا ما كان بينهما من الود وعِشرة السنين.

يوم الجمعة قرب الخامسة مساءً، انطلق المتهم صوب منزل صديقه القديم بصحبة اثنين من أصدقائه، محاولا الانتقام لكرامة مُبعثرة أمام أهل المنطقة، مناديا عليه: “أنت فين يا دكر”، كاسرا انهماك محمد في تنظيف البيت وتعليق زينة رمضان، بحسب والدة القتيل.

بحسن نية، خرج محمد إليهم لتهدئة الأمور بينهم، فاصطحبه المتهم وصديقاه إلى حارة ضيقة تكاد تكفي لمرور شخصين، يخترقها شعاع من ضوء الشمس لينير طريق المارين، حلَّت لحظة الغدر.

وفي ثوانٍ معدودة، أغلق صديق المتهم باب الحارة المطِل على الشارع، وجذب المتهم صديقه من سلسلة فضية حول عنقه فطرحه أرضا، فحاول الدفاع عن نفسه، فأدرك “بصلة” عدم قدرته على مجاراته، فاستل “مطواته” وغرزها في صدر الأخير، ليلفظ أنفاسه الأخيرة غارقا في دمائه.

وعلى باب الحارة، حاولت الأم تجاوز شريكا المتهم في جريمته فمنعاها، فأحست بغدر يحيط بابنها، وفوجئت بالمتهم يخرج في مواجهتها ويده تملؤها الدماء، قائلا: “قتلتلك ابنك الدكر”، وفر ثلاثتهم هابين.

دخلت الأم حافية القدمين إلى الحارة، فوجدت ابنها واضعا “فانلته” على جرحه العميق وسط بركة من الدماء، فصرخت طالبةً النجدة، وحملته في “توك توك” إلى مستشفى جراحات اليوم الواحد بعين شمس، وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة.

“نفسي يتعدم وأخد حقه، القصاص هيبرد ناري”.. كلمات خرجت من فم الأم، لتنهمر دموعها، موجهة يدها إلى السماء تدعو له بالرحمة والمغفرة، بينما يواسيها الأب الذي بدا كمن كُسِر ظهره بعد مقتل سنده في الدنيا، ورجل طفله الصغير وابنته من بعده.

اشتكى عم جمال في حديثه من صعوبة استخراج تصريح الدفن لابنه، حيث أخبرته جهة التحقيق بوجوده في مشرحة زينهم لكنه اكتشف حاجته إلى تصريح لإخراج محمد من مستشفى جراحات اليوم الواحد، واستمر الوضع عدة ساعات حتى تمكن من استلم جثة نجله، ودفنه بمقابر الأسرة بطريق الإسكندرية الصحراوي، ليسكن منزله الأخير في الدنيا.

واستمعت نيابة شرق القاهرة لـ”عم جمال” والد القتيل، وأدلى بأقواله حول الواقعة، كما كشف للنيابة قيام قسم شرطة عين شمس بإخلاء سبيل صديقا المتهم من القسم.

وقررت المستشار أحمد ربيع، مدير نيابة شرق القاهرة، حبس المتهم أحمد عبادة وشهرته “بصلة” 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأمرت بضبط وإحضار المتهمين الهاربين.

 

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى