كتب | أحمد الدويري
علم الدولة هو رمزها وشعارها المقدس الذي تعرف به بين الدول دون الحاجة إلى كتابة اسمها ، وعلم مصر العزيزة هو اقدم أعلام دول المعمورة بل كان أساسا لفكرة أعلام الدول الأخرى، وفي حرب اكتوبر 1973 ـ رمضان 1393 اهتز الوجدان وتحركت المشاعر عندما شاهدنا الصورة التاريخية لأول مجموعة من الجنود المصريين وهم يعبرون قناة السويس يوم السادس من أكتوبر 1973 ويرفعون علم مصر على أول نقطة تم تحريرها في سيناء .
وهذه الصورة التاريخية مازالت حتي يومنا تدخل السرور والفرحة علي قلوب المصريين والعرب الذين عاصروا أيام النصر العظيم والذين سمعوا وقرأوا عنه، ومن هذا المنطلق نقدم إليكم هذه المحاورة مع البطل محمد العباسي أول من رفع علم مصر على أول نقطة تم تحريرها في معارك اكتوبر 1973.
ولد محمد العباسي عام 1947 بمدينة القرين بالشرقية وقد التحق بالجيش ليؤدي الخدمة العسكرية قبل حرب الاستنزاف بخمسة أيام حيث قضى «محمد العباسي» 9 سنين من عمره في الجيش المصري .
فيقول أنها أعظم سنين حياته لما فيها الكثير والكثير من المعاناة للجميع ممن كانوا معه من أجل تحقيق هدف واحد وهو تحرير أرضنا المغتصبة، ويقول البطل كنت دائما أتذكر قول الزعيم الراحل جمال عبد الناصر «أن ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، ولذلك كنا نبذل قصارى جهدنا واستغلال جميع قوتنا لكي نسترد ما أُخذ منا بالقوة .
وجاء يوم الجمعة الموافق الخامس من أكتوبر 1973 – التاسع من رمضان 1393 فقد تلقينا الأوامر في الصباح بالإفطار وعدم الصوم ، وذلك اليوم كان يوم الجمعة فاستشعرت بأن ساعة الثأر قد حانت وخاصة أننا في صلاة الجمعة كنا نسجد علي علم مصر .
وعن لحظة رفع العلم قال أن قائده قال له «ارفع علم مصر يا عباسي»، وقد شعر بحجم المسئولية الكبير عليه، فحمل علم مصر وذهب إلى نقطة في سيناء وقام برفعه دون الخوف من الرصاص او القنابل أو الدبابات الخاصة بالعدو، وقد شعر أنه يسمع تكبيرات النصر من كل مواطن مصري، فكانت لحظة فارقة وهى الأهم في حياته الشخصية.
فساعة القتال لم يخطر ببالي أي شئ سوى مصر، وكل جندي كان بداخله إما الشهادة أو النصر، وهو ما أريده أن يكون موجود داخل جنود الجيش المصري هذه الأيام الذين يعيشون أزهى عصورهم مقارنة بما كنا نعانيه وقت الحرب.
بعد مرور 43 عام على نصر أكتوبر ، يعاني البطل «محمد العباسي» من إهمال شديد من المسئولين حيث المنزل الكائن به آيل للسقوط في أي وقت، إضافة إلى عدم تكريم المسئول له ولا حتى تذكره إلا منذ حوالي 5 سنين.
فناشد محافظ الشرقية اللواء «خالد سعيد» بضرورة مقابلته وتكريمه له، لما يعانيه من حالة نفسية سيئة لتهميشه.
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
